مارست الرياضة القتالية « الكاراتي » وأحب كرة اليد.
لا أشجع التعدد إلا للاستثناء ولم أفكر يوما في امرأة بديلة لزوجتي.
بعيدا عن البروتوكولات والرسميات وعن ضغط العمل، وفي مساحة زمنية جديدة نخرج بها عن المألوف في حواراتنا، وعلى غير العادة نضرب على وتر الحياة الخاصة للشخصيات، نقف اليوم فيها مع السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى، لنكشف وجه الظل عنده بعيدا عن الحياة الرسمية.
الدكتور محمد عيسى في سطور؟
من مواليد 1963، أي في فجر الاستقلال، مازلت أذكر إلى حد الساعة قسمة المجاهدين وسلاح أبي الذي كان يحتفظ بها بعد الاستقلال، أذكر كذلك سنة 1969 السنة التي اشترى فيها الأب أول سيارة لنا، أنا مولود بمدينة « الرويبة »، لكن من أبناء « عين طاية »، قضيت فيها أيام طفولتي وشبابي وكهولتى.
كيف كان اختيارك للعلوم الإسلامية، هل هو اختيار شخصي أو لدافع آخر؟
أولا، مساري الدراسي في بدايته هو علمي رياضي، تحصلت على البكالوريا سنة 1982 وسجلت في شعبة الرياضيات « باب الزوار »، وفي نفس السنة فتح معهد العلوم الإسلامية، وأحسست بشعور داخلي وهو حب دراسة العلوم الإسلامية، في نفس الوقت كنت أود أن أجعل من بكالوريا ثانية لدراسة الرياضيات، خاصة لما كان هناك معهد « للإلكترونيك » ببومرداس يأتيه الأساتذة من دول عديدة ويدرس باللغة الانجليزية، لكن بقيت في معهد العلوم الإسلامية، لذا فهذا الاختيار كان شخصيا وفرديا لا يوجد دافع آخر، بل أفراد عائلتي لم تعجبهم الفكرة في البداية، وكانوا يرون أنه لا يناسبني كطالب بدأ مشواره في علوم الرياضيات.
كيف كان المسار بعد هذا الاختيار وهل ندمت عليه اليوم؟
لا، أبدا لم أندم على هذا الاختيار، لأن أهم شيء في العلوم الإسلامية أنها تسمح لك بالتعامل مع المساجد ومنه الجمهور مباشرة، وهي تعالج الأفكار والعقول وهو أقدس من التعامل مع المادة، سمحت لي كذلك بتعلم فن الخطاب، الحوار، التبليغ، الصراع، وغيره وهو ما لا يوجد في الدراسات التقنية، انتقلت سنة 1984 إلى جامعة الأمير عبد القادر بـ »قسنطينة »، وهناك لمست الكثير من الأشياء، خاصة في سنوات الثمانينات، فقد كانت هناك العديد من الأحداث منها ظهور الحركة الإسلامية التي أخرجت قوتها أنذاك، ونحن كطلاب في السنوات الأولى في الجامعة عشنا ذلك التطور، وهو ما فتح لي الباب لمعرفة مختلف الحركات التي كانت تتصارع في الجامعة، ومنه تعلمت حس النقد وهو ما يسمح لك بسماع الفكرة دون أخذها، بل معرفة أصلها وهدفها، افتخر اليوم كوني من بين الطلاب الذين تخرجوا في أول دفعة للعلوم الإسلامية بمجموع 65 طالبا فقط سنة 1986، انتقلت من بعدها إلى التعليم، لكن في ميدان آخر وهو طور الثانوي في مادتي « التاريخ والجغرافيا » بـ »محوس » ببرج الكيفان، وهي تجربة أخرى غنية بالأحداث وعرفت فيه الكثير من الاشخاص، ثم ناقشت الماجستير سنة 1993، ثم دكتوراه دولة في العلوم الإسلامية تخصص الفقه والأصول سنة 1998.
ما هي أهم أطروحاتك الفكرية؟
لما وصلت إلى رتبة بروفيسور انتقلت إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بين 2000 و2001، كنت قد أسست بداية من سنة 1994 وعبرت صراحة أن هناك مرجعية دينية وطنية ترتكز على المذهب المالكي وهذا الأخير هو خطي، ويجب أن نعيد صياغته بلغة يفهمها الشباب، كما حاولت استرجاع معالم التدين في الجزائر، التي تكون مبينة على القراءات والمطالعة والبحوث، كنت أنشرها في مجلة « المواقفات »، وتلقيت الدعم من الوزير السابق السيد غلام الله حفظه الله في هذه الأفكار.
هل يوجد توفيق بين العمل والعائلة؟
أبدا، فعملي أخذ حصة الأسد، بل على حساب عائلتي، لكني أحمد الله لي زوجة متفهمة ومستوعبة لهذه الحياة، وحتى الأولاد كذلك.
هل يوجد فرق بين الدكتور محمد عيسى كوزير وكرب عائلة جزائرية؟
لا أرى هناك فرقا، فالمسؤولية حملتها وأنا شاب في الثلاثين من العمر أصنع الأفكار وأبحث وأجتهد، ونجاح الفرد هو نجاح للعائلة ككل.
هل سار أولادك على نهجك في مسارهم العلمي ؟
لا، البنت الكبرى ماستر حقوق، التي تليها صيدلة، والصغرى مقبلة على البكالوريا، أما الطفل وهو أصغرهم مازال في الأطوار الأولى، لكن اختصاصه هو حب مولودية الجزائر.
متى حفظت القرآن؟
حفظته متقطعا أي راتبا، انقطعت عنه في صغري، لكن عدت وحفظته في الجامعة في معهد العلوم الإسلامية، لكنني أشك دائما في الحفظ الفردي، لأنه لا يرتكز على حاضنة.
متى بدأتم الصلاة من دون انقطاع؟
في طفولتي ككل الأطفال أجمعها حتى المساء وأصليها جمعا، التزمت المسجد في 1976، كنت أدرس في الطور المتوسط حينها عرفت صلاة الجماعة والصبح.
سبق لك وأن مارست الإمامة؟
لا، لكنني كنت أصلي قيام الليل رفقة بعض الأصدقاء.
لو يطلب منك إمامة الناس في صلاة التراويح؟
أطلب أربعة أشهر لأراجع القرآن مراجعة حقيقية.
تمارس الرياضة سيادة الوزير؟
مند 8 أشهر لم أقم بحركة واحدة، ماعدا السير في المهام والحج، كنت في صغري أمارسها تحت ضغط الأخ الأكبر لمدة 3 مرات في الأسبوع وهو ما ساعدني اليوم، بالإضافة إلى هذا فقد كنت أمارس رياضة القاعة مثل البساط والدراجة، كما مارست الرياضة القتالية « الكاراتي ».
ما هي رياضتك المفضلة؟
أحب كرة اليد على حساب كرة القدم، لأنه كان لمدينة « عين طاية » التي كبرت فيها، فريق قوي في كرة اليد ينشط في القسم الأول.
تجربة قاسية عشتها؟
هي الفتنة الحمراء سنة 1995 حين كنا نتلقى رسائل تأمرنا بالتوقف عن تدريس العلوم الإسلامية أو الموت، وتوقف حقا الكثير من الأساتذة خوفا على حياتهم، وبقيت أنا حتى جاء الفرج.
تجربة طيبة؟
هي نفسها، حين عرفت بعض الشباب وهم رجال اليوم كل في منصبه، على غرار رشيد ولد بوسيافة، ياسين فضيل ، البشير الابراهيمي وغيرهم، وجدت فيهم الشجاعة والوطنية ووقفوا ضد غلق معاهد تعليم العلوم الإسلامية، وحسب تقديري بفضلهم لم تغلق وواصلنا التدريس رغم كل ذلك التهديد.
ماذا تعلمت من الحياة؟
القوي لا يظلم، المثقف لا يهرج، الخاوي فقط هو من يدعي الفهم وغيرها.
تحبون الموسيقى؟
في صغري صفر، لأن الحركة الإسلامية كانت مسيطرة على الوضع ولا يوجد مجال لهذا، لكنني كنت أغش في بعض الأحيان لسماع الكلاسيكي والشعبي » يضحك »، ثم انسحب، لكن أن أعمل أسطوانة واستمع فهذا لا، أما اليوم أحب الإنشاد.
موقفك من الغناء؟
لا ضد ولا مع.
سافرت في مهام وسياحة ودراسة.. ما هي الدول التي شدتك؟
لكل دولة خصوصيتها وما يشدك إليها، مصر والأزهر، الأحياء الشعبية، مقهى الفيشاوي، في الأردن نظام العمارات والطب، السعودية جو الحج، تركيا المتاحف، المؤسسات الصغرى، العودة إلى الأصل، في أوروبا نظامها واحترام القانون، والنظافة، أبو ظبي، الدوحة، دبي، والكثير من الدول كل فيها ما يشدك. لكن فيه قاعدة واحدة: تبقى تحن للجزائر رغم كل هذا.
متى اشتريت أول سيارة؟
سنة 2001.
أين تقضي وقت الفراغ؟
الخلوة وعدم الاختلاط، أحب الشاطئ، وأتفاعل مع صفحة الفايسبوك الخاصة بي.
ماذا عن المطالعة؟
لا يمكن العيش من دونها، وأنا من الأشخاص الذين يتابعون الأخبار على الشاشة والمذياع وأقرأ الجريدة في نفس الوقت.
آخر كتاب قرأته؟
« علال بن محي الدين الجزائري ».
كيف اخترت شريكة حياتك؟
كانت طالبة عندي في الجامعة سنة 1988 وهي تدرس سنة ثالثة، عرفتها في بداية السنة عند توزيع البحوث الخاصة بالطلبة، ثم تزوجنا في نهاية السنة، ذهبت إلى الخدمة الوطنية وكنت أقبض 650دج كانت الأجر الذي أنفق منه عليها حتى عدت للوظيفة.
الأكلة المفضلة؟
الدوبارة الحارة، الطعام سلطان الأكل عندي، أحب كذلك شطيطحة بوزلوف، وأحب كثيرا المطبخ الفرنسي من حيث التقديم ونوعية الأكل وهو ليس بكثير، لكن مفيد.
يقال تجيدون الطبخ؟
نعم ولعلمك عشاء الأمس أنا من حضرته « يضحك ».
التعدد…؟
لا أشجعه وهو استثناء ولا أحب من يعدد من أجل الاشتهاء أو التفاخر، ولست ضد من يعدد، لكن من أجل الاستثناء فقط.
التيار السلفي؟
نوعان: السلفي الصحيح، وآخر يفرض علينا الولاء للخارج.
التشيع؟
يفرض علينا الولاء للخارج.
الضرة؟
لم أتطرق للفكرة وتكفيني زوجتي ولم أفكر يوما بامرأة غيرها.
echrouk