سجلت مؤسسة بريد الجزائر حصيلة مالية سلبية، وبلغ حجم العجز 1900 مليار سنتيم بسبب ارتفاع الأعباء وسوء التسيير وتأخر تسديد الديون المستحقة، في حين تنتظر المؤسسة انفراجا ماليا نهاية السنة، بعد الشروع رسميا في تطبيق التسعيرة الجديدة للرسوم البريدية.
وأفادت مصادر مطلعة من مؤسسة بريد الجزائر أن الأعباء المالية الكثيرة التي أرهقت المؤسسة في عهد المدير السابق محند العبيد محلول، تسببت لها في حصيلة مالية سلبية وبرقم ضخم بلغ 1900 مليار سنتيم ما يقارب 200 مليون دولار، مشيرة إلى أن الحصيلة سلمتها إدارة المؤسسة لمصالح الضرائب شهر أفريل الماضي وأظهرت هذا العجز المالي المخيف
وبحسب ذات المصادر، فإن أسباب هذا العجز تعود أساسا إلى سوء تسيير موارد المؤسسة في الحقبة السابقة، وارتفاع تكاليف التسيير من خلال إدراج رحلات عشوائية وبالمحاباة للخارج، إدراج تكاليف في غير محلها ومن دون جدوى، والتأخير في تسديد ديون الممونين ما انجر عنه إلزام المؤسسة بدفع الديون وفوائدها بقرارات صادرة عن المحاكم، واقتناء عتاد بأسعار مضاعفة وزائد عن حاجات المؤسسة على غرام قضية « آم.دو.آم » المغربية.
وتفيد مصادرنا أن ارتفاع الأعباء كان مرده أيضا إلى ارتفاع كتلة الأجور، حيث إن المؤسسة تضم نحو 27 ألف عامل، كما الرواتب ارتفعت منذ 2003 في عشر مناسبات تقريبا، في حين أن الرسوم المطبقة على مختلف العمليات بقيت هي نفسها ولم تتغير إلا مع مطلع السنة الجارية.
ومن المنتظر أن تتنفس مؤسسة بريد الجزائر ماليا اعتبارا من السنة المقبلة، وهذا بعد مرور عام كامل على تطبيق التسعيرة الجديدة لرسوم الخدمات البريدية التي تم رفعها مطلع سنة 2015، بعد أن بقيت في نفس المستوى منذ سنة 2003.
في هذا الوقت، قررت إدارة بريد الجزائر دفع منحة سنوية لعمال القطاع تقدر بنحو 20 ألف دينار، حيث تم التوقيع على القرار أمس، وسيتم صرفها يوم الخميس 9 جويلية، ويأتي صب هذه المنحة وسط حديث عن أن نظراء المؤسسة من اتصالات الجزائر سيحصلون على منحة مماثلة تقدر بنحو 60 ألف دينار.كما قررت إدارة المؤسسة تسبيق رواتب العمال الخاصة بشهر جويلية وصبها في حساباتهم يوم 16 من نفس الشهر، تحسبا لعيد الفطر المبارك
الشروق