دخل الجزائري عبد الرؤوف أوشن، التاريخ بعدما حقق دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة في الموسم الماضي، في لعبة تمتزج فيها الرياضة بالإرادة والقوة.
بتر قدمه اليسرى عندما كان في سن السادسة، لم يكن عائقا أمام أوشن الذي تعايش مع وضعه بشكل سمح له بطرق أبواب العالمية، فمارس رياضتي الدراجات الهوائية وكرة القدم في المستوى العالي.
وشارك في بطولات عالمية، حقق خلالها أرقاما مهمة، وفاز بألقاب جماعية وفردية، راسما أجمل صور التحدي والإصرار.
البداية
بدايته مع الرياضة كانت حينما انتقل للعيش بكندا سنة 2013، حيث اكتشف الكنديون موهبته في رياضة الدراجات الهوائية، وقدموا له الدعم اللازم لممارستها.
كما تم دمجه في تدريبات المنتخب الوطني هناك، وعرضوا عليه تمثيل كندا في المحافل الدولية، إلا أنه رفض المقترح جملة وتفصيلا.
حلم الأولمبياد
وشارك عبد الرؤوف في بطولات عالمية لرياضة الدراجات الهوائية، وحقق أرقاما أهلته للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 لذوي الاحتياجات الخاصة، لكن عدم اعتراف الاتحاد الجزائري للدراجات الهوائية بهذا التخصص، ضيع عليه التربص التحضيري للمنافسة الذي أجري في سويسرا آنذاك.
موقف الاتحاد الجزائري دفع أوشن للتخلي عن حلم المشاركة في الأولمبياد واعتزال لعبة الدراجات الهوائية نهائيا، وهو الأمر الذي علق عليه بحسرة: “الإهمال حرمني من المشاركة في محفل عالمي كبير، وضيع جهود سنوات من العمل، لذلك قررت الاعتزال”.
الانتقال لكرة القدم
وقرر أوشن اعتزال ركوب الدراجات الهوائية لكنه لم يقدر على الابتعاد عن الرياضة، إذ توجه موسم 2017- 2018 إلى تركيا ووقع لنادي عصمانلي لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة، وحقق معه لقب الدوري والكأس.
وفي الموسم الذي يليه وقع عبد الرؤوف لفريق أورتوتك، وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا، كأفضل لاعب في الدورة التي أقيمت في تبليسي عاصمة جورجيا.
ويفتخر عبد الرؤوف بهذا الإنجاز كثيرا، حيث قال: “سعيد جدا بتلك المشاركة والتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وحصولي أيضا على جائزة أفضل لاعب، وهو إنجاز غير مسبوق بالنسبة للاعب عربي من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ويواصل أوشن مسيرته الكروية في تركيا مع فريقه الجديد إزمير الذي كان يصارع من أجل البقاء الموسم الماضي، حيث يسعى إلى المنافسة على الألقاب هذا الموسم، ومواصلة كتابة التاريخ في هذه اللعبة التي تلقى اهتماما ومتابعة جماهيرية كبيرة في تركيا.
التعليقات 0