بواسطة
الحقيقة الواقعة التي يجب أن نذكرها من دون أية جهوية ولا حتى نظرة اقصائية فيها جانب من التهميش، هي أن الوافد الجديد على بطولتنا الاحترافية الأولى لهذا الموسم شبيبة الساورة من الجنوب الغربي للجزائر، قد أبدعوا وابهروا بمستواهم الرائع الذي قدموه لحد الساعة ونحن نقضي الجولة التاسعة من عمر البطولة..رغم الفوارق الكبيرة والشاسعة التي تفصل بين أبناء بشار والأندية الشمالية..سواءا من حيث الإمكانات المادية المتوفرة ولا حتى من حيث مستوى اللاعبين بل ولا حتى من ناحية المنح المقدمة من قبل إدارة النادي للاعبين في حال الفوج بالرهانات..
"ابناء الساورة" قطعوا شوطا كبيرا تمثل في الجزء الأكبر من النصف الأول للبطولة، بخطى ثابتة ومتألقة فيها الكثير من الآمال لخلق المفاجئة وتخطي الكبار والجلوس في إحدى المقاعد الشرفية الريادية..والدليل على ذلك أنها تحتل المرتبة الحادية عشر برصيد اثنى عشر نقطة من ثلاث انتصارات، نفس الرصيد من التعادلات ونفس الحصة من الانهزامات متقدمة بذلك على نوادي لها من الباع والشهرة والقوة والتاريخ ما لها، مثل أبناء الونشريس "الشلف"، الحمراوة، والزيانيين.. الساورة "خلعت" الكل عندما أسقطت العملاق القبائلي بواحد لصفر، والجراد البرايجي وأبناء عين الفوارة حامل اللقب مرتين بنفس النتيجة..
لكن نضع نقطة توقف وراء النتائج المحققة للبشاريين، ونقف وقفة تعجبية، استفهامية حول الأحداث الغير رياضية ولا حتى إنسانية التي باتت الشعار البارز في ملعب 20 أوت 55 بالساورة، بحيث بات هذا الملعب مخيف ومرعب للزوار، في ظل أعمال العنف المتجددة فيه، والتي كانت آخرتها أول أمس، في المباراة التي لعبوها ضد رائد البطولة اتحاد الحراش، بحيث حدث الذي لم يكن متوقعا في الأذهان، واقتحمت الجماهير البشارية أرضية الملعب في هجوم مضاد على الهدف الثاني الذي سجله الجراد الأصفر وتحول الميدان إلى هرج ومرج..وتوقف اللقاء في منتصف الشوط الثاني..وكانت قبلها أحداث الشغب التي كان أبطالها دائما جماهير النادي في المباراة التي جمعت ناديهم بشبيبة القبائل، وتحولت أرضية الملعب إلى مكان "لرمي الجمرات" بسبب الرشق بالحجارة والشهاب..
هذا ما يجعلنا نتعجب من تصرفات أبناء بشار وأهل الصحراء المعروفين بالنبل والكرم والجود وفيض الأخلاق حتى وان تعلق الأمر بالمنافسة على لقب، ولا يوجد احد فينا يمكنه إنكار ذلك، لذا نناديكم أبناء الصحراء، بدون عنف من فضلكم..
التعليقات 0