يدشن عشية اليوم المنتخب الوطني مشاركته في نهائيات العرس الكروي الإفريقي في نسخته الـ 29، من خلال مواجهته نظيره التونسي عشية اليوم بملعب روايال بافوكينغ بمدينة روستنبورغ الجنوب إفريقية، وهذا بداية من الساعة (19,00). الخضر سيكونون اليوم أمام ساعة الحقيقة، وقبلهم الناخب الوطني حليلوزيتش الذي يعلم جيدا ما مدى أهمية تدشين منافسة بهذا الحجم بنتيجة إيجابية، بغض النظر عن وزن وقيمة المنافس، كون المباراة الأولى تعد مفتاح المرور للدور الثاني، وعليه لا خيار أمامه سوى وضع الخطة التكتيكية المناسبة، أو إيجاد الخلطة السحرية التي تمكن أشباله من تجاوز عقبة التوانسة، رغم طابع الديربي، لأن كل المعطيات تؤكد بأنه المدرب الوحيد الذي قد لا يكون تحت الضغط قبل مباراة التدشين، نظرا لعدة اعتبارات تأتي في مقدمتها إشرافه على المنتخب لمدة تقارب 18 شهرا، أي منذ جويلية 2011، واختياره بنفسه لمساعديه واللاعبين بعد معاينتهم ميدانيا، ثم قيادته للمنتخب خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات بلد العم مانديلا، بالإضافة إلى تنقله رفقة كتيبته إلى جنوب إفريقيا قبل أكثر من أسبوعين، حيث أقام تربصا تحضيريا مكن اللاعبين من التأقلم مع المحيط، المناخ وحتى الملعب الذي سيحتضن مباراة اليوم، ناهيك عن ضبطه للتشكيلة الأساسية التي سيراهن عليها في هذه النهائيات التي يطمح وكل الجزائريين للتتويج بلقبها، وذلك بعد مقابلتين وديتين، أمام “بافانا- بافانا” و بلاتينيوم ستارز.الناخب الوطني الذي أخذ وأشباله فكرة واضحة عن المنافس التونسي من خلال أشرطة فيديو، سيراهن دون شك على العمل الهجومي بعد نجاحه في تفعيل القاطرة الأمامية، والتي تخلصت من عقدة الصيام عن التهديف بفضل فعالية الثنائي سليماني وسوداني اللذين سجلا 11 هدفا (6 لسوداني و 5 لسليماني)، ناهيك عن التنشيط الهجومي الذي سيتكفل به الثنائي المتألق قادير وفغولي، بالإضافة إلى جاهزية كل اللاعبين باستثناء المدافع حليش الذي أصيب في آخر لقاء ودي، وهو ما سيجعله أمام عديد الخيارات، ولو أن كل المؤشرات توحي لإمكانية اعتماده خطة (4/3/2/1)، وهي الخطة التي قد تفاجئ الناخب التونسي سامي الطرابلسي، الذي وإن بادر بالحرب النفسية قبل الميدانية في محاولة لخلط أوراق حليلوزيتش، إلا أنه اعترف بقوة الخضر خاصة المحترفين منهم في أوروبا على غرار فغولي.
هذا ويراهن الطرابلسي على الثلاثي المساكني، صابر خليفة وعصام جمعة في الهجوم، على أمل مجابهة “الكوتش فاهيد” بنفس سلاحه، وهو ما جعله يضحي بالنجم أسامة الدراجي، وهي فرصة لرفقاء لحسن لتحقيق المبتغى، خاصة أمام ثقل وضعف الدفاع التونسي.وفي السياق ذاته سيعمل الناخب الوطني حليلوزيتش على الاستثمار في الرصيد المعنوي لأشباله، خاصة بعد تلقيهم لرسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ناهيك عن رئيس الفاف روراوة الذي وفر لهم كل ظروف العمل والراحة وبالتالي النجاح، وجموع الأنصار الذين تكفلت مؤسسة عمومية بنقلهم، و اولئك الذين تنقلوا كالعادة بإمكانياتهم الخاصة.فكل شروط النجاح متوفرة ولم يبق لكتيبة الخضر سوى التألق ميدانيا، ووضع أول قدم على درب الدور الثاني، والذي يبقى مرهونا باصطياد نسور قرطاج، وإسعاد الجزائريين ومضاعفة أفراحهم، بعد الفرحة بالإنجاز الذي حققه الجيش الأخضر في إن أمناس.