بقوة وصلابة و أكثر من هذا الأداء المقنع، نال المنتخب الجزائري لكرة القدم إعجاب الجميع في الطبعة ال32 من كأس امم افريقيا المتواصلة بمصر، خاصة بعد الفوز الباهر الذي حققته “كتيبة” الناخب الوطني جمال بلماضي في الدور ثمن النهائي، سهرة أمس الاحد بملعب “30 يونيو” بالقاهرة على نظيره الغيني بثلاثية نظيفة (3-0) .
فبفضل جمعه بين النتيجة و الاداء و تجاوزه بسلاسة لمنافس عنيد دخل المقابلة بنية احداث المفاجأة، افتك المنتخب الوطني بكل جدارة و استحقاق تقدير المتتبعين و الملاحظين بمصر الذين أجمعوا أن “الخضر” باتوا “من اكثر المنتخبات المرشحة لخلافة الكاميرون”، المقصى على يد نيجريا (3-2)، على عرش الكرة الافريقية.
و تؤكد الارقام المحققة لغاية الآن احقية و جدارة رجال بلماضي بهذه التوقعات التي تتوسم في “الخضر” القدرة على الذهاب الى ابعد الحدود في هذه المنافسة القارية. فبتسجيلهم لمجموع تسعة أهداف و حفاظهم بالمقابل على شباكهم نظيفة و ضمهم لأحسن هداف في الدورة لحد الآن (آدم وناس بثلاثة اهداف)، يوجد رفاق القائد رياض محرز في رواق جيد من أجل الطموح في تحقيق تتويج عزيز غاب عن الجزائر منذ سنة 1990.
وفي الوقت الذي كانت فيه الاسرة الاعلامية تتوقع رؤية الفرحة و الابتسامة تعلوان محياه خلال الندوة الصحفية التي اعقبت المقابلة، التزم الناخب جمال بلماضي كعادته برزانته المعهودة و اعطى الانطباع للجميع ان الامر لا يعدو ان يكون سوى فوزا في مقابلة من دورة يطمح للتتويج بها .
وبهذا الخصوص قال بلماضي : “لا اخفي فرحتي وكل ما في الامر انني متعب قليلا (…) لدينا مقابلة الدور ربع النهائي في الافق القريب (ضد الفائز من مقابلة مالي – كوت ديفوار)، ومنذ هذه اللحظة بات ذهننا مشدودا لهذه المواجهة. سيكون لدينا الوقت للتعبير عن الفرحة، لكن في الوقت الحالي المطلوب منا هو التركيز على ما هو قادم”.
وقد انعكست هذه الروح التنافسية العالية للناخب الوطني على أداء اللاعبين الذين قدموا لحدّ الآن مشوارا اقل ما يقال عنه انه موفق جدا، اعادوا به مع مرور الايام و المقابلات الثقة للجمهور العريض الذي تجرع في السنوات القليلة الماضية النكسات الواحدة تلو الاخرى.
لكن طموح مواصلة المشوار و لما لا التتويج يمر حتما عبر مضاعفة المجهودات في الدور ربع النهائي المقرر ليوم الخميس المقبل بالسويس (سا 00ر17 بتوقيت الجزائر) ضدّ الفائز من مواجهة مالي و كوت ديفوار المقررة لأمسية اليوم الاثنين.
وفي حال التأهل لنصف النهائي، سيشكل انجازا كبيرا عجز المنتخب الجزائري عن تحقيقه منذ دورة انغولا-2010 التي أنهاها في المركز الرابع.
وبهذا الخصوص صرح يوسف بلايلي، مفتتح باب التسجيل في مواجهة غينيا، ممضيا هدفه الثاني في الدورة، ان “المنتخب الوطني عازم على الذهاب الى ابعد الحدود في هذه المنافسة (…) نحن نعلم ان الجمهور الجزائري يبني علينا آمالا كبيرة و نحن من جهتنا سنحرص على تقديم احسن ما عندنا من أجل العودة الى الديار بنتيجة ترقى الى طموحات الجماهير المساندة لنا”.
وفي انتظار يوم الخميس، موعد المقابلة المقبلة، سيعود المنتخب الوطني للعمل و المثابرة من اجل اعداد العدة اللازمة لتجاوز عقبة الخصم ومن ثم مواصلة السعي من اجل تحقيق حلم التتويج باللقب القاري.