تشابهت مواقف الشعب الجزائري الرافضة للتدخل الأجنبي في شؤونها، وحمل المتظاهرون لافتات تعبر عن استنكارهم التام لأي جهات خارجية تحاول الاستثمار في الأوضاع الحالية، واستغلال المظاهرات الشعبية المطالبة بتغيير النظام للتدخل مثلما حدث في بعض الدول العربية، موضحين أن الأمر مشكلة عائلية داخلية وبإمكان الشعب إدارتها وإيجاد حلول لها.
تسببت التصريحات القادمة من الرسميين في باريس وواشنطن، والزيارة المرتقبة لنائب رئيس الوزير الأول ووزير الخارجية الحالي رمطان لعمامرة لروسيا، في تأجج غضب الشعب الجزائري مرة أخرى، وتعالي أصواتهم المنددة والرافضة للتدخل الأجنبي في ما يحدث في الجزائر مهما كانت صفة هذه الجهة ومهما اختلف المخطط الذي تحمله هذه الجهات.
ووصف المحتجون ما يحدث بالأمور العائلية وليس مسموحا لأي كان مهما كانت صفته التدخل فيها، وحمل المحتجون لافتات كتبوا عليها شعار: “يا ماكرون وجد لحطب لشتاء مكانش الغاز العام هذا”، في إشارة لانتهاء عهد حصولهم على الغاز الجزائري مجانا بتواطؤ من النظام الحالي. وكتب المتظاهرون في احتجاجاتهم لافتات كبيرة وخطوا عليها عبارات “لا واشنطن لا باريس نحن نعين الرئيس”، وهي بمثابة رد قوي على الدول الأجنبية التي هللت برسالة الرئيس بوتفليقة الأخيرة التي أعلن فيها عدم ترشحه لعهدة خامسة وتمديد الرابعة ليأتي موقف باريس دقائق فقط بعد قراءتها لتثمن هذه المبادرة وهو ما أجج نيران الغضب المحلية.
وخرج بعض المتظاهرين عن المألوف وحملوا شعارات قوية جدا، حيث طلب أحد المتظاهرين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يختار زوجة مناسبة قبل اختياره رئيسا للجزائر، وهي إشارة لعدم مقدرة هذا الرئيس الشاب على إرضاء تطلعات الشارع الجزائري المطالبة برحيل النظام الحالي بجميع وجوهه. في حين حمل الكثير من المتظاهرين شعارات تدعوه للاهتمام بالسترات الصفراء التي تحتج كل أسبوع في باريس، والعمل على إيجاد حلول لمشاكلها بدلا من الانشغال بما يحدث في الجزائر وهتف المتظاهرون لساعات طويلة خلال مظاهرات الجمعة المنصرمة بعبارات “ماكرون ديقاج”.
وأبدى العديد من الفايسبوكيين عدم رضاهم عن زيارة وزير الخارجية لعمامرة لروسيا، وراحوا يتساءلون عن أسباب هذه الزيارة في الوقت الراهن بالذات، وفسروها بمحاولة تخويف الشعب الجزائري رغم أن روسيا اعتبرت ما يحدث في الجزائر شأنا داخليا، لكن الشباب استبقوا الزيارة والحدث بتداول رقم هاتف الكريملين الروسي على نطاق واسع عبر صفحات الفايسبوك حتى يتصلوا به ويحملوا رسائل رفضهم للتدخل الأجنبي في الجزائر مباشرة.