كثيرا ما يبحث الجزائريون عن علاج لمشاكل عيونهم فيترددون على عيادات كثيرة ومختصين كثر دون أن تكلل مساعيهم بنجاح. والأمرّ من هذا أنّ كثيرا منهم فقد الرؤية والبعض الآخر ينتظر في القوائم لزرع قرنية أو علاج شبكية أو ما شابه ذلك.
وأمام العجز المسجل في مجال التكفل بحث بعض هؤلاء عن حلول لحالاتهم وراء البحار فاختاروا إسبانيا ليس للهجرة أو « الحرقة » وإنما لاستعادة البصر والأمل في رؤية الحياة بألوان جديدة فكانت محطتهم الأولى عيادة « أوفتاليكا » في « أليكانت » الإسبانية الخاصة بطب العيون.
وتعرّف أغلب المرضى على العيادة التي يملكها ويدير فريقها الطبي « إنريك تشيبوكت » من خلال تنقلاتهم إلى إسبانيا أو بحثهم في الإنترنت، وما حفّزهم أكثر حرص العيادة على تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة لهؤلاء المرضى في غضون أسبوعين، بعد إرسالهم التقارير الطبية عن حالتهم وجواز السفر الخاص بهم ومساعدتهم في تأجير وحجز أماكن إقامتهم وذويهم إن استدعى الأمر.
80 بالمائة من مرضى « أوفتاليكا » الأجانب جزائريون
أكّدت سليمة بوشلقة رئيسة قسم رعاية المرضى العرب أنّ 80 بالمائة من المرضى الأجانب الذين يقصدونهم ينحدرون من الجزائر يليهم السعوديون ثم الكويتيون وأخيرا الإماراتيون والقطريون.
وأرجعت بوشلقة إقبال الجزائريين على عيادتهم إلى القرب الجغرافي والمناخي بين البلدين وإلى التطور الطبي الرهيب لإسبانيا في مجال طب العيون إذ تحتل، حسبها، المرتبة الثانية عالميا في هذا التخصص بعد روسيا، كما تعد العيادة التي تعمل بها الوحيدة التي تقوم بتدخلات جراحية في سن صغيرة حتى في سن 9 أشهر لأن بقية العيادات عادة ما تنتظر عامين إلى 3 أعوام حتى تقوم بالتدخل.
40 بالمائة من عمليات « أوفتاليكا » تخص الحول
يحتل تخصص « الحول » أو ما يعرف بالعامية بـ »السترابيزم » المرتبة الأولى في العمليات والفحوصات التي تقوم بها العيادة بنسبة 40 بالمائة وفق ما تثبته الأرقام والإحصائيات الصادرة عن المؤسسة، تليها مختلف مشاكل الشبكية، حيث تستقبل العيادة مرضى من مختلف الأعمار من 9 أشهر إلى 93 عاما.
واستنادا إلى نفس الأرقام، فإن 50 بالمائة من عمليات الحول المجراة تخص جزائريين تليها في ذلك بعض دول الخليج.
وهو ما يضطر القائمين على العيادة إلى تخصيص يوم إضافي في الأسبوع للفحص والتدخل الطبي نظرا إلى الإقبال الكبير.
وأكدت سليمة بوشلقة أنّ نسبة نجاح مختلف العمليات في العيادة التي تمثلها تتعدى 99 بالمائة وفق ما تؤكده الأرقام والإحصائيات.
تخفيضات مغرية للجزائريين..
كشفت سليمة بوشلقة أن عيادة « أوفتاليكا » بصدد التحضير لمفاجأة معتبرة للجزائريين الراغبين في العلاج بها تتعلق بتسهيل الخدمات والتواصل مع العيادة والتكفل التام بالحالة الصحية بكل سهولة.
واستطاعت العيادة كسب ثقة العديد من الجزائريين الذين استحسنوا خدماتها وتكفّلها التام بهم وبالمقابل سعت العيادة إلى تخصيصهم بتخفيضات مغرية بلغت أحيانا 25 بالمائة أو يزيد لبعض الحالات المعوزة، كما أنها خصت الجزائريين بقاعات « vip » ليكونوا في أريحية تامة.
وتؤكد سليمة بوشلقة أن « أوفتاليكا » وقّعت اتفاقيات مع العديد من الجهات من بينها القنصلية الجزائرية في « أليكانت » وجمعية جزائرية تروج للثقافة والتقاليد الجزائرية في « أليكانت » وكذا حزب تجمّع أمل الجزائر « تاج »، بالإضافة إلى أبناء المجاهدين الجزائريين الذين تقدّم لهم تخفيضات تتراوح بين 15 و25 بالمائة.
وموازاة مع هذه التخفيضات المغرية تقدم العيادة على تقسيط التكاليف بالنسبة إلى بعض الحالات الفقيرة جدا على مراحل، بما يناسب تلك الحالات.
وأكدت ممثلة العيادة أنه سبق لهم التعامل بهذه الصيغة مع حالات قدمت للعيادة واكتشفت إصابتها بأمراض أخرى استدعت تدخلا جراحيا عاجلا، فما كان من الإدارة القائمة سوى إخضاعهم للعلاج وتقسيط الأتعاب على مراحل.
ولم يحدث أبدا- تقول المتحدثة- أن تنصل أحدهم من الدفع أو أوقع مشاكل في هذا الصدد، وهو ما يعكس حجم الثقة التي نسجت بين الطرفين، لا سيما أن تلك الحالات تستدعي متابعة على مدار 3 أشهر كاملة.
المراجعة المجانية مضمونة على مدار 3 أشهر..
تضمن العيادة لمرضاها مراجعة طبية مجانية على مدار 3 أشهر كاملة تقف من خلالها على نجاح العملية الجراحية والعلاج المقدم، وتؤكد سليمة بوشلقة أنّ العيادة تضمن هذا الحق للجميع وفي حال وجود أي تقصير أو إخلال من قبل العيادة فإن كل المصاريف الإضافية والفحوصات تكون مجانية أيضا شريطة ألا يتأخر المريض عن مدة 3 أشهر لكشفها وشريطة أن يثبت علميا أن التقصير ناجم عن العيادة وأطبائها وليس عن إهمال المريض وعدم التزامه بالتوجيهات المقدمة.
أخطاء بالجملة في تشخيص أمراض عيون الجزائريين..
كشفت ممثلة عيادة « أوفتاليكا » أن أخطاء بالجملة تقع في تشخيص أمراض عيون الجزائريين وهي أكثر المشاكل التي وقف عليها الفريق الطبي المعالج لأغلب الحالات التي تعاني حولا أو مشاكل في الشبكية.
وقالت سليمة إن أكبر خطإ يتعلق بنوعية النظارات المقدمة للمريض بما لا يتناسب ودرجة نقص بصره حيث تستقبل العيادة أسبوعيا 4 حالات جزائرية على الأقل تتعلق في مجملها بأطفال صغار تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات وثماني سنوات.
ونصحت المتحدثة الأولياء بعلاج أبنائهم من المشكل قبل سن الـ 12 عاما وهي فترة النمو البصري حيث لا يمكن بعدها استعادة ما تم خسارته من نقص في البصر.
عمليات لزرع القرنية وأخرى لتصحيح التشوهات الخلقية للعين..
يؤكد الفريق الطبي العامل بعيادة أوفتاليكا أن زرع القرنية ليس الحل الأمثل دوما لمشاكل القرنية حيث يمكن إيجاد حلول بديلة لبعض التشوهات عن طريق إعادة الشكل الحقيقي بواسطة حلقات أو عدسة داخلية وغيرها من التقنيات الحديثة المعتمدة لأنها أوفر صحيا وماديا ولا يلجأ إلى الزرع إلا بعد استنفاد هذه البدائل.
وحسب بوشلقة، فإن العيادة تربطها اتفاقية مع بنك القرنية التابع إلى الدولة الإسبانية لتلبية احتياجات مرضاها في الخصوص.
وبالنسبة إلى بعض المشاكل التقويمية والتجميلية تتوفر العيادة على مخبر على مستواها خاص بالعيون الاصطناعية وهو مخبر داخلي يشرف عليه دكتور متخصص لإعادة العيون المشوهة وكأنها حقيقية.
وأكثر الطالبين لهذه الخدمة من النساء اللواتي يتعقّدن من حالة عيونهن، بما يسبب لهن الحرج الكبير.