تسببت حادثة طرد أستاذة بكلية الطب طالب مراد بسيدي بلعباس، لطالبة بالسنة الثالثة من قاعة الامتحان، لا لشيء إلا لأنها ارتدت النقاب، تسببت في حالة من الغليان وسط الطلبة، الذين نظموا صبيحة أمس، وقفة احتجاجية بحرم الكلية، مطالبين الإدارة بفتح تحقيق في القضية، لإنصاف زميلتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الأستاذة.
الحادثة التي تعد سابقة، وقعت مساء الخميس الفارط، عندما طلبت الأستاذة من الطالبة، خلع نقابها طيلة فترة الامتحان، الأمر الذي رفضته الطالبة التي كانت قد كشفت عن وجهها لإثبات هويتها، قبل أن تسبل النقاب مجددا، وهو ما أثار غضب الأستاذة المكلفة بالحراسة، التي اشترطت مغادرتها للقاعة مقابل مواصلتها لمهام الحراسة التي أسندت لها، ما جعل الطالبة تغادر القاعة دون إجراء الامتحان، بعدما أبدت تمسكها بقرار عدم خلع نقابها.
وعقب ذلك، تعددت ردود الأفعال من طرف زملاء الطالبة، الذين نظموا صبيحة الأحد، وقفة احتجاجية أمام مقر عمادة الكلية، أين رفعوا شعارات تضامنية مع زميلتهم، التي منعتها حالتها النفسية من الحضور رفقتهم، كما طالبوا إدارة الكلية بفتح تحقيق حول القضية، التي وجدوا أنها تشكل تعديا خطيرا على الحريات الشخصية للطلبة، خاصة وأن الطالبة كانت قد اجتازت امتحانات ثماني مواد، دون أن يطلب منها الأستاذة الحراس خلع نقابها، عكس ما بدر عن الأستاذة المكلفة بحراسة الطلبة خلال آخر يوم من الامتحان.
وكان فرع تنظيم الإتحاد العام للطلبة الجزائريين، قد أصدر بيانا يندد فيه بما وصفه بالتعدي على كرامة الطالبة، مطالبا برد الاعتبار لها واتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الأستاذة، جزاء التصرف اللامسؤول الذي أقدمت على فعله الأستاذة – حسب ما جاء في البيان -، في حق طالبة يشهد لها الجميع بأخلاقها العالية وتميزها في الدراسة، كما حمل نص البيان الذي رفعت نسخة منه لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، التهديد بتصعيد الاحتجاج في حال لم تنصف الطالبة وتتخذ الإجراءات العقابية اللازمة في حق الأستاذة.
عميد كلية الطب طالب مراد السيد سنوسي برادعي وفي تصريح لـ »الشروق »، وجد أن الحادثة أخذت أبعادا خطيرة، مضيفا أنه قرر إنصاف الطالبة بإعادة إجراء الامتحان، كما أكد أنه سيتوسع أكثر في التحقيق الإداري الذي باشره، بإشراك جميع الأطراف المسؤولة، من أجل النظر في القضية واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال ثبت أن الأستاذة أخطأت في حق الطالبة.