فارق السعر وصل إلى 25 مليون سنتيم
تعرف حالة سوق السيارات في الجزائر، ظاهرة جديدة تتمثل في غلاء أسعار السيارات المستعملة وتجاوزها في بعض الأحيان سعر السيارات الجديدة، حيث تعرف هذه الأخيرة إذا حالة غير منطقية لا تشهدها إلا السوق الجزائرية متمثلة في غلاء أسعار السيارات المستعملة مقارنة بالسيارات الجديدة لدى الوكلاء المعتمدين، بسبب تأخر وصول الطلبيات نتيجة الضغوط التي تمارسها الحكومة لخفض فاتورة الاستيراد، حيث أدى الطلب المتزايد على السيارات المستعملة إلى ضغط كبير أيضا على أسعارها التي تكشف جولة بسيطة على المواقع المتخصصة أو حتى الأسواق ارتفاعها بنسب قد تتجاوز في بعض الأحيان 20 بالمائة من قيمتها الحقيقية.
ويعود ارتفاع أسعار السيارات إلى أزمة التسليم منذ مطلع أفريل الماضي السيناريو الذي عاشته أسواق السيارات خلال سنة 2012، حيث ارتفعت أسعار السيارات بمختلف أنواعها في الآونة الأخيرة بشكل رهيب، إذ نجد أن بعض النوعيات الجديدة المستعملة التي تباع في الأسواق الأسبوعية المتخصصة أغلى وبكثير من مثيلاتها الجديدة لدى الوكلاء المعتمدين، ويرجع ذلك أساسا إلى تماطل وكلاء السيارات في تلبية الطلب المتزايد على المركبات تجاوزت الستة فيما يخص بعض العلامات أي منذ الصالون الدولي للسيارات، رغم أن هذا الإجراء يخالف المدة القانونية المحددة لتسليم السيارة لشاريها، ومن خلال جولة في بعض الأسواق الأسبوعية على غرار سوقي الحراش وتيجلابين وكذا المواقع المتخصصة في بيع وشراء السيارات، وكان لعلامة “سكودا” النصيب الأكبر لهذه الزيادات خاصة في ظل الشعبية التي حصلت عليها كل من “رابيد” و«فابيا” الجديدة التي صارت تستهوي الشباب بفضل تصميمها وكذا خصائصها، حيث إن سعر “رابيد أومبيسيون” بمحرك ديزل لدى الوكيل المعتمد يقدر بـ 207.9 مليون سنتيم إلا أن أسعارها في الأسواق يتراوح بين 215 و220 مليون سنتيم، في حين أن نسخة “رابيد إيديسيون” التي يبلغ سعرها لدى “سوفاك” 118.8 مليون وصل سعرها في السوق إلى أكثر من 225 مليون، وهي نفس الظاهرة التي تعرفها أسعار “السيتادين” “فابيا” التي خطفت الأضواء في الصالون الدولي، حيث يبلغ سعرها لدى الوطيل بنسخة “ستيل” 182.4 مليون في حين أن سعرها في السوق ارتفع بأكثر من 25 مليون ليتراوح بين 200 و207 مليون.
ولدى استفسارنا عن سبب غلاء السيارات في الأسواق الأسبوعية المتخصصة عبر الوطن، أكد لنا تجار السيارات وزبائنهم أن ذلك يعود إلى عجز وكلاء السيارات الجديدة عن توفير الطلب المتزايد على بعض العلامات التي فرضت تواجدها ومكانتها في السوق، حيث إن الزبائن كثيرا ما يدفعون الثمن مسبقا للوكلاء وينتظرون تلبية طلبياتهم لشهور أو أكثر أحيانا، وهو الدافع الذي يجعل المستعجلين من الزبائن يفضلون اقتناءها من سوق السيارات المستعملة ولو بدفع مبالغ تتعدى سعرها الأصلي.