تشهد المدارس الخاصة بتعليم اللغات الأجنبية في الجزائر خلال هذا الصيف، إقبالا واسعا من طرف أبناء الجالية الجزائرية في المهجر، حيث بات هؤلاء يتنافسون على تعلم الإنجليزية والعربية بتحفيز من أوليائهم.. يأتي هذا في ظل هيمنة أجواء الشواطئ وأماكن الراحة والاستجمام على عقول الأطفال.
مدراس فتحت أبوابها منذ بداية شهر جوان وإلى غاية نهاية أوت، لكل الأطفال والمراهقين الراغبين في تعلم اللغات، وحتى تلك التي كان ينظر إليها على أن العقول الجزائرية لا تستوعبها، كالصينية والتركية والهندية.
أبناء لمغتربين في فرنسا، إسبانيا، كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، وغيرها من الدول العربية، سجلوا أنفسهم في هذه المدارس، على غرار مدرسة « الفوز » بحسين داي، والمركز الجزائري للغات بحيدرة، لتعلم الإنجليزية والعربية، ولغات أخرى باتت محل اهتمام.
حرص على تعلم اللغة العربية
ومن خلال جولة قادتنا إلى بعض هذه المدارس، تبين جليا حرص المغتربين على تعليم أبنائهم اللغة العربية، خوفا من أن يفقدها فلذات أكبادهم، فيضيعون إحدى ركائز هويتهم الجزائرية.
في هذا الصدد، دأبت مدرسة « الفوز » بحسين داي، ومنذ سنوات على فتح أقسام لتعليم اللغات، وتضم بعضها أحيانا 12 تلميذا من أبناء المغتربين، حيث أكد مغترب بكندا أن ابنه كريم تعلم السنة الماضية، اللغة العربية بشكل مرض، جعله يفتخر بها بين أصدقائه في المهجر، ويثير اهتمامهم بتعليم أبنائهم هذه اللغة في الجزائر، خاصة أن مدارس التعليم الرسمي في بعض البلدان الأجنبية، لا تلقي أهمية للغة العربية.
وقد أكدت مديرة مدرسة، « الفوز »، السيدة وسيلة زيان، للشروق، أن مدرستها استقبلت منذ 2014 إلى غاية هذه السنة، عشرات من أبناء الجالية الجزائرية في الخارج، بينهم مقيمون في كندا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبولونيا وفرنسا، لتعلم اللغة العربية. حيث تم استقبال خلال شهر جويلية، 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 8 و12سنة وهم من فرنسا وإسبانيا.
ريان، صاحب الـ6 سنوات، واحد من هؤلاء، قال للشروق، إن والده وعده بهدية قيمة في حال تعلمه اللغة العربية.
تزايد الطلبات على جمعية العلماء المسلمين.. والإمكانيات لم تسمح
يبدو أن تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم، أصبح رغبة جامحة من طرف المغتربين، وضرورة لتربية أبنائهم والحفاظ على هويتهم الجزائرية، أو خوفا على مستقبلهم من الضياع نتيجة تأثير ثقافات غريبة عنهم، حيث أكد لنا الأستاذ مختار بوناب رئيس لجنة التربية بجمعية العلماء المسلمين، أن الطلبات على تعليم اللغة العربية والقرآن لأبناء مهاجرين جزائريين في الخارج، في تزايد مستمر، ما جعل الجمعية تقترح السنة الماضية، برنامجا خاصا بأطفال المغتربين الذين يدخلون أرض الوطن في فصل الصيف، ولكن انعدام الإمكانيات حال دون ذلك.
وقال إن الفكرة لم يتم الاستغناء عنها ولكنها تبقى مطروحة في انتظار توفر الإمكانيات اللازمة وتحرك بعض المؤسسات التي سلمت لها الجمعية الملف الخاص بتعليم العربية والقرآن لأبناء المغتربين.