دفع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة العديد من المواطنين للدخول في فصل صيف استباقي، فاضطروا لخلع الملابس الربيعية مبكرا واستبدالها بثياب صيفية بدون أكمام وسراويل قصيرة، وهناك من أغراه الجو وتزامنه مع عطلة نهاية الأسبوع على التوجه مبكرا للشاطئ فيما راحت المحلات التجارية تعرض مختلف أنواع المثلجات.
لم يصمد جل المواطنين كبارا وصغارا في السن أمام درجات الحرارة التي مافتئت تزيد ولا تنقص ومع أننا في فصل الربيع والذي لا يزال في بدايته، لكنهم لم يمانعوا من استقباله بثيابهم الصيفية الخفيفة دون أدنى خوف من العواقب المرضية والانتكاسات الصحية المفاجئة التي قد تصيبهم.
وفضل معظم الشباب ارتداء القمصان الصيفية الخفيفة بدون أكمام وسارت على حذوهم الفتيات أيضا اللواتي ارتدين الثياب الخفيفة تماشيا مع الحرارة التي تفوق معدلاتها الفصلية، ولم يقتصر الأمر على فئة الشباب والمراهقين بل امتد حتى لأطفال المدارس الابتدائية، وهو ما أرغم بعض المعلمين على توجيه الملاحظة لهم حرصا على صحتهم وسلامتهم الجسدية. تحكي لنا معلمة في مدرسة بحسين داي، عن صدمتها الكبيرة عندما وجدت تلاميذ المدرسة بثياب صيفية قبل الموعد ومع أن غالبيتهم كانوا مصابين بالرشح والزكام والسعال، لكن أوليائهم لم يبالوا بالأمر لذا قررت منع تلاميذها من الدخول للقسم بالثياب الصيفية لحين حلول شهر جوان ومن يخالفها فسيتعرض للعقوبة ويتم استدعاء ولي أمره، واستطردت محدثتنا ما يزعجها حقا هو عرض بعض أصحاب المحلات للمثلجات والآيس كريم والتلاميذ يتدافعون على شراءها بمجرد خروجهم من المؤسسات التعليمية، مما يعرضهم للإصابة بالتهاب اللوزتين وقد وقعت مشادة بينها وبين صاحب محل بعدما طلبت منه الامتناع عن البيع للأطفال الصغار لكنه تمسك بموقفه.
فيما كشفت لنا إحدى السيدات والتي يعمل زوجها في قطاع الأمن معاناتها مع والد أبنائها الخمسة، فهو يجبرهم على الالتزام بالملابس الربيعية وليس بوسعهم ارتداء الثياب الصيفية إلا عندما يرتدي رجال الأمن بزتهم الرسمية الصيفية، وبالرغم من تذمرهم وغضبهم لكنهم يخشون عقابه فيرضخون للأمر الواقع.
وفي ظل اختلاف وتفاوت الفصول تمسكت فئة المسنين باللباس الشتوي والسترات رافضين أي تغيير لحين بزوغ شمس جوان، بينما انتهزت العائلات عطلة نهاية الأسبوع الفرصة للتوجه للشواطئ بغية الاستجمام والاستمتاع بزرقة مياهها والاستفادة من حمام شمسي غير آبهين بما قد يصيبهم جراء التعرض للتيار والمياه البحر الباردة.
وكان المختصون في الأمراض الباطنية، قد نصحوا بعدم المسارعة لخلع الملابس الثقيلة مباشرة ودون سابق إنذار بتخفيف الملابس الشتوية تدريجيا والعودة لارتداء ملابس أكثر سمكا في حال انخفاض درجات الحرارة مرة أخرى، فهي تشكل خطرا على الجهاز التنفسي بشكل خاص.
وينصح المختصون بارتداء الملابس القطنية لقدرتها على امتصاص العرق تفاديا للإصابة بالعديد من الأمراض، وحذر المختصون الفئات التي ارتدت الملابس الصيفية. مباشرة دون سابق إنذار من الإصابة بالالتهاب الرئوي والسعال، الأنفلونزا والبرد في الأمعاء ناهيك عن الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية والصداع.