ثار تعيين أحمد أبو الغيط أمينا عاما جديدا للجامعة العربية جدلا كبيرا، وتساؤلات عن أسباب اختيار الرجل على رأس « البيت العربي »، وهو المعروف بعلاقاته « الدافئة » مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، ففي الوقت الذي كانت فيه الشعوب العربية تتطلع للتدوير وخروج الرئاسة من « الاحتكار » المصري، بتبني إصلاحات عميقة من شأنها أن تساهم في إخراج « العرب » من السياسيات الهزيلة والبائسة، عاكست هذه الهيئة الطموحات وأثبتت مرة أخرى أنها عقيمة في نظر سفراء ودبلوماسيين جزائريين تحدثوا لـ »الشروق ».
اعتبر الدكتور، محيي الدين عميمور، السفير الأسبق في أسلام أباد سنة الثمانينات، اختيار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري السابق في عهد حسني مبارك على رأس أمانة جامعة الدول العربية، فضيحة دبلوماسية وصفعة مصرية للوطن العربي، لأنه أسوأ اختيار يمكن أن يقدمه بلد عربي رائد .
وقال عميمور لـ »الشروق » إن مصر تضم أكبر عدد من أعظم الدبلوماسيين الذين عرفهم العالم، وقدمت عدة باشورات على غرار عبد الخالق ثروت والنقراشي وخشبة ومحمد صلاح الدين، ثم محمود فوزي ومراد غالب ومحمود رياض وإسماعيل فهمي ومحمود إبراهيم كامل، لافتا إلى أن اختيار أبو الغيط، دليل على أن نظرة القيادة المصرية للعرب هي نظرة احتقار واستهانة بقدر ما هو دليل على أن القيادات العربية في معظمها جديرة بتلك النظرة وعلى أن الوطن العربي وصل، قياديا، إلى الحضيض.
وأبدى وزير الاتصال الأسبق، استغرابه من قبول دبلوماسي سابق رئاسة العرب وهو الذي كان جزءا من النظام الذي أسقطه الشعب المصري في يناير2011، ورمزا لأسوأ عهود الدبلوماسية المصرية، ولم تشارك مصر خلال عهدته في أي قمة إفريقية على مستوى الرؤساء، ولم يعرف عنه أي جهد عربي جدير بالاعتبار، وكانت الوزارة في عهده مجرد زائدة دودية للمرحوم اللواء عمر سليمان.
من جهته وصف الدكتور عثمان سعدي، أحمد أبو الغيظ بالرجل « السيئ » الذي عرف بمواقفه السلبية تجاه العرب وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني عندما نطق لسانه في أحد الأيام سأكسر أيدي الفلسطينيين، مشيرا إلى أن اختيار أبو الغيظ له دلالات وأسبابه معروفة، مبديا امتعاضه من « الاحتكار » المصري للبيت العربي الذي كان من المفروض أن يواكب التطورات ويكون على مستوى الأحداث التي يشهدها العالم العربي.
ويساند هذين الموقفين السفير الأسبق في سوريا، كمال بوشامة، المعروف بكتاباته حول جامعة الدول العربية والتي يصفها بالعقيمة والمغردة خارج السرب، ويؤكد بوشامة أن جامعة الدول العربية للأسف ليست في مستوى رهانات شعوبها ومعضلتها لا تتمحور في الأشخاص، بل في تنظيمها ومهامها الحالية التي تستعجل الإصلاح في نظر بوشامة لتصبح في مستوى الهيئات الأخرى كالاتحاد الأوروبي مثلا، لافتا إلى أن جامعة الدول العربية ترفض مواكبة التطورات وتحبذ أن تكون في مؤخرة القطار ومرآة عاكسة للسياسات العربية التي هي في الأصل هزيلة.