أكد خبراء في المعلوماتية وتكنولوجيات الاتصال على أن قطع الإنترنت بشكل كلي خلال أيام امتحانات البكالوريا الجزئية، ليس حلا مناسبا لتفادي التسريب، لأنه قد يتسبب في خسائر اقتصادية وخيمة، لمؤسسة اتصالات الجزائر ولمتعاملي الهاتف النقال بالإضافة إلى الشركات الاقتصادية التي تعتمد على شبكة الإنترنت. في وقت تحوّل الفايسبوك والتسريب إلى هاجس حقيقي ينقل الرعب والقلق إلى أكثر من 311 ألف مترشح للبكالوريا الجزئية التي ستبدأ غدا.
وقدَّر الخبير في تكنولوجيا الإعلام والاتصال علي كحلان، الخسائر الاقتصادية التي قد تنجر عن قطع الاتصال بشبكة الانترنت خلال خمسة أيام بملايير الدينارات، مشيرا إلى ما تكبدته شركة اتصالات الجزائر من خسائر منذ أشهر بسبب انقطاع الكابل البحري الذي حرم الجزائريين من خدمة الانترنت لمدة أسبوع كامل، حيث بلغت خسائر الشركة نحو 100 مليار سنتيم، ليؤكد أن ما يروج له حول قطع الانترنت بشكل كلي لمدة 5 أيام لتفادي حالات التسريب التي حدثت في دورة ماي المنصرم، هي مجرد إشاعات، وأضاف كحلان أن القطع الكلي للإنترنت سيتسبب في خسائر اقتصادية فادحة في حال تم فعلا، ليعتبر أن وزارة التربية ستقوم فقط بالتشويش على مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أن مشكلة التسريبات تتجاوز شبكة الإنترنت والتحقيقات-حسبه- كشفت أن التسريب كان من ديوان الامتحانات والانترنت لم تكن سوى وسيلة لتعميمه.
من جهته، الخبير في المعلوماتية يونس قرار، أكد أن الخسائر الاقتصادية التي ستنجر عن قطع التزود بشبكة الانترنت لمدة خمسة أيام بسبب الإجراءات المتخذة لتفادي تسريب مواضيع البكالوريا المعادة أيام 19 حتى 23 جوان الجاري، ستكون وخيمة، مشيرا إلى أن متعاملي الهاتف النقال الذين يتجاوز زبائنهم 16 مليون وشركة اتصالات الجزائر، ستتضرر بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى المستهلك، الذي سيدفع ـ يضيف- مبالغ مالية مقابل خدمات لن يستفيد منها، كما لن يتحصل على أي تعويضات بعدها، وذكرَ قرار في السياق بالشركات الناشطة على الخط، والتي يستخدم أصحابها وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك في عرض سلعهم وبضائعهم ومعاملاتهم التجارية والتي ستتضرر ـ حسبه ـ في حال تم قطع الإنترنت لخمسة أيام كاملة.
وقال قرار إن الخسائر المالية في حال قطع الإنترنت ستفوق الملايير من الدينارات، خاصة أن الكثير من الشركات الاقتصادية تعتمد على الإنترنيت سواء في التسويق أم البيع وحتى التواصل مع المتعاملين في الخارج، ليتساءل « كيف ستواجه الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية كل هذه الخسائر؟ » ليذكر في السياق بما تكبدته شركة اتصالات الجزائر بسبب قطع الإنترنيت لأسبوع، حيث قدرت الخسائر بنحو 10 ملايير سنتيم، من دون تعويض الزبائن بعدها، ليؤكد على أن قرار قطع الانترنت لم تتم دراسته بشكل جدي، ولن يكون حلا لمواجهة « التسريب » داعيا إلى ضرورة التفكير في تغيير نمط المسابقات وخاصة امتحانات البكالوريا بإشراك متغير التكنولوجيا التي أصبحت عنصرا مهما في حياتنا اليومية.