يعمد الكثير من المواطنين من خلال تصرفاتهم في الأيام التي تسبق الشهر الفضيل وأثناءه لتجريد رمضان من معانيه السامية وقدسيته دون أن يدركوا ذلك، فقد تحول الشهر فرصة للتبذير والإسراف، فالجزائريون يلقون خلاله قرابة 10ملايين خبزة يوميا في المزابل، وهو ما دفع بالفيدرالية الجزائرية للمستهلكين إلى القيام بحملة رمضان دون تبذير.
كشف رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز عن دراسة جديدة بيّنت أن العائلات الجزائرية تنفق ثلاثة أضعاف راتبها في رمضان، حيث تلجأ للإستدانة ورهن المجوهرات، وأعلن عن إطلاق حملة خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل للقضاء على مظاهر التبذير وذلك بمساعدة 10جمعيات منخرطة في الفيدرالية متواجدة عبر 10 ولايات، وستستمر طوال الأسبوع الأول من شهر الرحمة، حيث سينزل ممثلو الجمعيات للأسواق التي خصصتها مديرية التجارة بالتعاون مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين والمتعاملين الاقتصاديين المحليين ليتحدثوا للمواطنين على ضرورة ترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير بجميع أشكاله ومظاهره بدءا من الخبز، الماء، الكهرباء، وتوصية عموم المستهلكين حول كيفية تسيير الميزانية، وأضاف حريز بأن المواطنين لو أدركوا الأسعار الحقيقية للسلع المدعمة التي نستهلكها لحافظوا على هذه المكاسب، فالخبراء أكدوا أن 20 بالمائة من الطاقة يتم تبذيرها، كما أن الإحصائيات تشير إلى أن 10 ملايين خبزة ترمى يوميا في المزابل لذا أصبح من الضروري جدا أن يتدخل المختصون للتحذير من مدى خطورة الظاهرة من الجانب الشرعي والاقتصادي.
أبدى حريز قلقه من تزايد خطورة هذه الظاهرة، والتي تدفع 30 بالمائة من العائلات الجزائرية للإستدانة خلال الشهر الفضيل، فيما يلجأ البعض منهم لرهن المجوهرات حتى يتمكنوا من تغطية مصاريف العائلة في رمضان، حيث ذكر المتحدث أن العائلة المتوسطة تصرف خلال شهر نموذجي عادي حوالي 30 ألف دينار جزائري ليتضاعف مصروفها ثلاث مرات أي يصرفون حوالي 90 ألف دينار في أمور ضرورية وأخرى بالإمكان الاستغناء عنها