كشفت مباراة تونس، الخميس، عن نهاية أسطورة « محاربي الصحراء » وروحهم القتالية، التي عرفوا بها في السنوات الأخيرة، وحولوها إلى علامة مسجلة باسم المنتخب الجزائري، كانت الكثير من المنتخبات تتمنى أن تتميز بها في كل لقاءاتها، وهذا بعد الانهيار الكبير لزملاء براهيمي على أرضية الميدان، خاصة في الشوط الثاني، الذي ظهروا فيه من دون روح وغياب تام لـ »الرغبة » في الفوز، لتتأكد المشاكل الكبيرة التي يتخبط فيها المنتخب منذ رحيل وحيد خاليلوزيتش.
وحول أشبال جورج ليكنس التشكيلة الوطنية إلى « منتخب الهدايا » في دورة الغابون، بسبب الأخطاء الفادحة والبدائية للاعبين وعلى وجه التحديد مدافعوه، ما تسبب في التعادل أمام زيمبابوي والهزيمة أمام تونس، فبعد الخطأين الفادحين للمدافع بلخيثر في المواجهة الأولى، واللذين كلفا شباك مبولحي تلقي هدفين، واحد من ضربة جزاء، تكرر نفس المشهد في لقاء تونس، عندما سجل ماندي ضد مرماه، في حين تسبب غولام في ضربة جزاء بخطأ لا يغتفر، جاء على إثرها الهدف الثاني للمنتخب التونسي، ما يؤكد أن مشكل التشكيلة الوطنية ليس في لاعبيه المحليين فقط، عندما حاول الكثير من المتابعين تحميل مسؤولية التعادل أمام زيمبابوي لـ »المغبون » بلخيثر، والدليل أنه حتى لاعبين محترفين ومغتربين لا يختلفون عن بلخيثر، خاصة بالنسبة لغولام، الذي تسبب في الهدف الثاني أمام تونس، وهو الذي كان انتقد زملاءه بقوة بعد اللقاء الأول في « كان 2017″، وعبر عن تذمره من الأخطاء الدفاعية « الفردية »، قبل أن يقع في فخها الخميس.
ولم تفلح خطة روراوة بإدماج بوقرة ضمن الطاقم الفني في محاولة لإعادة زرع الروح القتالية وسط زملاء بن طالب، واتضح أن المشكل أعمق من أن يحله لاعب واحد من الجيل القديم، خاصة في ظل المشاكل الانضباطية داخل التشكيلة الوطنية، وإخفاق روراوة والمدرب الذي اختاره في استعادة السيطرة على غرف ملابس « الخضر » وعلى « عقليات » اللاعبين، ما يستدعي فعلا إعادة « برمجة » التشكيلة الحالية لاستعادة مستواها الحقيقي.
ليكنس وسياسة الكيل بمكيالين
هني يبرز أمام تونس ويكشف المستور
كشفت مباراة المنتخب الوطني، الخميس، عن الكثير من الخبايا الموجودة داخل بيت الخضر لعل أهمها الخيارات الثابتة وغير المتغيرة للناخب الوطني، جورج ليكانس، الذي لم يكن في المستوى وكانت تغييراته جد متأخرة.
وأسقط قائد نادي أندرليخت البلجيكي، سفيان حني، القناع على « ليكنس » الذي على غرار المدربين السابقين لمحاربي الصحراء الذين مارسوا سياسة التمييز والتهميش في حق لاعبين بارزين مثلما فعله غوركوف في « كان2015 » مع « جابو » و »سوداني » وقبل ذلك خاليلوزيش مع صانع ألعاب وفاق سطيف، كيف لا وترى ليكنس يهمش بعض الأسماء التي تألقت في مباراة موريتانيا الودية فهل يعقل أن يجلس لاعب مثل حني على دكة الاحتياط في الوقت الذي أظهر فيه زملاؤه في الخط الأمامي عجزا في الوصول إلى شباك حارس منتخب نسور قرطاج « المتلوثي »، هداف الدوري البلجيكي في الموسم الماضي برهن على جدارته في التواجد ضمن التشكيلة الأساسية للمحاربين بفضل حيويته وتحركاته في ربع الساعة الأخير الذي تم إقحامه فيها، حيث سمح للخضر بتقليص الفارق خلال اللحظات الأخيرة واسترجاع بصيص من الأمل لتقاسم نقاط هذا اللقاء، وليس حني وحده من قام بكشف المستور بل سبقه مفتاح الذي فضح ليكانس في أولى المقابلات ضد زيمبابوي، لقد آن الأوان للطاقم الفني الوطني ليغير نظرته إلى بعض اللاعبين من أجل إنقاذ سفينة الخضر من الغرق.
براهيمي غضب كثيرا من تعويضه
كان اللاعب ياسين براهيمي غاضبا جدا عندما عوضه ليكنس بزميله هني، عندما ظهر وهو يتمتم ويضرب كل ما صادفه في طريقه إلى كرسي الاحتياط، وهذا لعدم رضاه عن نفسه وفشله في تقديم الإضافة المرجوة منه، خاصة أن المنتخب الوطني كان منهزما بهدفين دون رد عندما خرج في الدقيقة 74.
دخول هني جاء متأخرا
اتضح مرة أخرى أن الناخب الوطني، جورج ليكنس، يتردد كثيرا في إجراء التغييرات كما كان عليه الحال في اللقاء الأول، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر دخول سفيان هني بديلا لغزال، الذي كان خارج الإطار، انتظر ليكنس الربع ساعة الأخيرة للقيام بهذا التغيير، قبل أن يبين هني أنه يستحق اللعب أساسيا بتسجيل هدف التقليص وتقديم مستويات تؤكد ذلك.
بن طالب خارج الإطار مرة أخرى
للمباراة الثانية على التوالي، لم يقدم نبيل بن طالب المردود الذي كان منتظر منه في مباراة الحميس أمام منتخب تونس، وعلى غرار المباراة الأولى أمام زيمبابوي، كان لاعب شالك الألماني ظلا لنفسه، بكيفية تطرح علامة استفهام كبيرة.