يتجه الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، نحو سحب نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، المقررة في الكاميرون في عام 2019، ومن ثم نقلها إلى بلد آخر، بسبب تأخر البلاد في الانتهاء من الملاعب التي ستستضيف النسخة الـ32 من المنافسة القارية من جهة، وبالتالي تفادي تكرار الأزمة التي شهدتها البطولة السابقة التي استضافتها الغابون بداية العام الجاري، من سوء أرضيات الملاعب وفنادق الإقامة، فضلا عن تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة « ياوندي » من جهة أخرى.
حيث كان العمل الانتحاري الذي ارتكبته جماعة « بوكو حرام » النيجيرية المتشددة، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، والتي من شأنها أن تجعل الملغاشي أحمد أحمد، رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، يراجع حساباته بشأن « تركة الإمبراطور » عيسى حياتو، خلال الجمعية العامة لـ »الكاف » التي ستعقد في مدينة مراكش بالمغرب شهر جويلية المقبل، والتي سيتحدد على ضوئها مصير العرس الكروي الإفريقي القادم، علما أن الجزائر وعلى لسان وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، كانت قد أكدت منتصف شهر ماي المنقضي استعدادها لتعويض الكاميرون في المحفل الرياضي المقبل، في حال تم سحبها منه.
وفي سياق آخر، جاء العمل الانتحاري الذي ارتكبته جماعة « بوكو حرام »، والذي راح ضحيته عشرات المدنيين وإصابة المئات، والذي شهدته بلدة « كولوفاتا » الجمعة ليخلط حسابات الكاميرون في قضية « الكان »، خصوصا وأن رئيس « الكاف » ومنذ توليه زمام الكرة الإفريقية كان قد شن حربا على كل ملف تنبعث منه رائحة سابقه حياتو، ما يعني أن حظوظ استضافة الكاميرون للكأس الإفريقية تبقى ضئيلة بالنظر لكل ما تعرفه البلاد من مشاكل قد تعرقل احتضانها للمسابقة.
يحدث هذا في الوقت الذي حذرت فيه الكاميرونية « لورا أنيولا تيفون »، الناطقة باسم الكتلة الأنغلوفونية، ومنسقة الأمن والسلام، من توجه البلاد نجو « حرب أهلية » بسبب الانشقاقات بين الكتلتين الفرانكوفونية والأنغلوفونية، فضلا عن غياب الحوار من أجل لم شتات الكاميرونيين ككل، في حوار خصت به إحدى القنوات المحلية.
جدير ذكره أن الجزائر التي استضافت المسابقة الإفريقية مرة واحدة فقط في عام 1990، تسعى بقوة لاحتضانها ثانية في ظل تأكيد المسؤول الأول على قطاع الرياضة على جاهزيتها من حيث المنشآت الرياضية التي شهدت تشييد ملاعب جديدة في وهران، براقي، الدويرة، تيزي وزو.