يبدو أن الكثير من الجزائريين يهوون الاحتفاظ بالتراث والذكريات والأشياء التي ربطتهم بهم لمدة سنوات طويلة، حيث قرر البعض الاحتفاظ ببطاقة التعريف الوطنية القديمة بعد التقدم بطلب الاستفادة من البطاقة البيومترية وهذا عن طريق الإبلاغ عن ضياعها، وهي التبليغات التي شهدتها مراكز الأمن بكثرة في الفترة الأخيرة، ما خلف استياء كبيرا لدى الجهات الأمنية التي شددت على ضرورة توعية المواطنين بشأن هذه التبليغات التي تكون في معظمها كاذبة.
أثناء تواجدنا بمقر الأمن الحضري بحسين داي للتبليغ عن ضياع وثيقة إدارية صدمنا بعدد الأشخاص الذين كانوا يجلسون في قاعة الانتظار للتبليغ عن ضياع بطاقة التعريف الوطنية، وما أثار فضولنا أكثر هو حيرة عون الأمن الذي تقدم بالسؤال للموجودين حول سبب زيارتهم لمقر الأمن الحضري، وكانت إجابتهم واحدة « تصريح بضياع بطاقة التعريف الوطنية »، وهنا قال العون مستغربا بنبرة توحي بأنه لم يصدقهم « انتم الخمسة ضاعت بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بكم »؟ وهنا نظرت إلينا إحدى الفتيات وتمتمت قائلة « هم يريدون الاحتفاظ بها فقط »، وتوجهت إلينا بالحديث بقولها: « قريبي يهوى جمع الأشياء القديمة والتراثية ويعتقد أن الاحتفاظ ببطاقة التعريف الوطنية القديمة من بينها، لذا قام بتصريح بالضياع واستخرج البطاقة البيومترية محتفظا بالقديمة ».
ولا يقتصر الأمر على بطاقة التعريف الوطنية القديمة، بالرغم من أنها تأتي في المرتبة الأولى في قائمة التصريحات بالضياع المقدمة على مستوى مراكز الأمن، حيث نجد تصريحا بضياع جواز السفر وهذا للاستفادة من آخر جديد قبل انتهاء صلاحيته رسميا وغيرها من الوثائق..
وحول الموضوع، حدثنا أحد أعوان الأمن قائلا أنهم يستقبلون في بعض الأحيان حوالي ثمانية تصريحات بضياع بطاقة التعريف الوطنية في يوم واحد على مستوى مركزهم فقط، وهو ما يثير شكوكهم، حيث أن الفترة الأخيرة شهدت عددا هائلا لهذه التصريحات مقارنة بالفترات السابقة قبل الإعلان عن البطاقة البيومترية على حد قوله، مضيفا أن الناس يستغلون الأمر، بما أن التصريح بالضياع لا يحتاج تحقيقات أمنية أو تعقيدات، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية تعاني من هذه التصريحات التي تكون في معظمها كاذبة حسب تعبيره، داعيا المواطنين إلى وجوب التحلي بروح المسؤولية ومحاولة التعاون مع الجهات الأمنية في أمور أكثر جدية وتخدم مصالح الوطن والشعب، كما شدد على ضرورة مواظبة رجال الأمن الوطني على توعية المواطنين بهذا الشأن كلما سنحت لهم الفرصة بذلك.
