فضّل بوديسة كمال، وهو شرطي سابق حاول الانتحار أمام مقر « مجلس الأمة »، أن تكون جريدة « الشروق »، وجهته الأولى بعد مغادرته الحبس، ليقص للقراء الظروف القاهرة التي دفعته إلى القيام بذلك رفقة أبنائه الصغار، بعد أن وجد نفسه وسط المجرمين مخلّفا عائلته وأبناءه مشردين في الشارع.
فضّل بوديسة كمال، وهو شرطي سابق حاول الانتحار أمام مقر « مجلس الأمة »، أن تكون جريدة « الشروق »، وجهته الأولى بعد مغادرته الحبس، ليقص للقراء الظروف القاهرة التي دفعته إلى القيام بذلك رفقة أبنائه الصغار، بعد أن وجد نفسه وسط المجرمين مخلّفا عائلته وأبناءه مشردين في الشارع.
بدا السيد بوديسة، ابن حي باب الوادي بالعاصمة، مرتاحا جدا خلال تواجده بمقر الجريدة، غير أنه وبمجرد العودة للحديث عن تجربته ومحاولة الانتحار، تذكّر الأيام الصعبة والمأساوية التي قضاها في الحبس، وهو الذي عمل شرطياً سابقاً لمدة 12 سنة، أي منذ سنة 1994 إلى غاية عام 2006، وقد نجا من محاولة اغتيال من قبل الجماعات الإرهابية كانت تترصد حركاته وأطلقت النار عليه أمام منزله في 1 جويلية 1996، ونجا منها، غير أنه ظل يعاني من مشكلة واحدة كحال جميع الجزائريين، وهي أزمة السكن، فقد اضطر منذ زواجه لاستئجار بيت، وظل على تلك الحال لمدة 18 سنة، يواصل كمال حديثه والدموع تملأ عينيه فقد استأجر على مدار هذه السنوات العديد من المنازل في حي مناخ فرنسا، حمادي، بروسات، وعن محاولته الانتحار، صرح أنه تلقى وعدا بالحصول على مسكن من مدير العمران بولاية الجزائر، غير أن الأيام مرت ولم يحصل على شيء، وبعد العيد بثلاثة أيام وجد نفسه في الشارع رفقة أبنائه الصغار وزوجته، وبعد أن استبد به اليأس وسيطر عليه حمل أبناءه الثلاثة البالغين من العمر 10 و9 و5 سنوات، وتوجّه بهم قبالة « مجلس الأمة »، وهناك هددّ بالانتحار ليسارع مسؤولون إلى التحدث إليه ووعدوه بالتكفل بمشكلة السكن، غير أنه فوجئ بوضعه في الحبس رفقة المجرمين والمسبوقين قضائياً لمدة 18 يوماً بقيت خلالها عائلته في الشارع بدون مأوى.
ويواصل السيد بوديسة حديثه قائلاً: « كانت تلك الفترة التي قضيتها في السجن هي أقسى فترة عشتها في حياتي، خاصة وأنني بعيد عن عائلتي، لأدان بعدها بعقوبة 3 أشهر حبساً مع وقف التنفيذ وغرامة مالية نافذة بقيمة 20 ألف دينار، وبعد خروجي لم تتغير ظروفي، ومازالت أزمة السكن تخنقني أمام وعود من مسؤولين لم تتحقق بعد على أرض الواقع ».