تحولت بجاية في الأعوام الأخيرة، من دون سابق إنذار، إلى عاصمة لحرية التعبير، بدليل عدد المسيرات الوطنية المنظمة بعاصمة الحماديين، آخرها كانت من تنظيم نقابات عمال الإدارة العمومية من دون الحديث عن مسيرة الكرامة التي نظمها السنة الفارطة الأساتذة المتعاقدون والتي انطلقت من بجاية وصولا إلى مدينة بودواو بولاية بومرداس وغيرها من التظاهرات.
فقد استغلت بعض الأطراف المجال وارتفاع سقف الحريات لنشر بعض الأفكار الغريبة عن مجتمعنا بدايتها كانت بمهرجان الألوان أو بالأحرى ملتقى الشواذ- كما يحلو للكثير تسميته، لتواجدهم الكبير في هذه التظاهرة، هذه الأخيرة التي اقتبست فصولها واستمدت طقوسها من الأساطير الهندوسية وهي العادات التي لا تمد بأي صلة إلى المجتمع القبائلي ولا الجزائري ولا حتى إلى ديننا الحنيف، إذ يكفي التمعن في بعض الصور ومقاطع الفيديو التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من أن مهرجان الألوان جاء كغطاء لملتقى الشواذ جنسيا- يقول أحد سكان مدينة تيشي ببجاية، حيث تم تنظيم ثاني طبعة من هذا المهرجان، متسائلا في نفس الوقت عن الجهة التي تقف وراء تنظيم هذه التظاهرة التي وصفها بـ »التجارية » المحضة، كون الدخول إلى الشاطئ الذي احتضن التظاهرة كان بدفع مبلغ 2000 دينار للفرد الواحد وإذ علمنا أن عدد المشاركين قد تراوح بين 3 إلى 4 آلاف، كون المهرجان تزامن وموسم الاصطياف فإننا ندرك أن هذه التظاهرة قد حققت مداخيل تراوحت بين 600 إلى 800 مليون سنتيم، من دون الحديث عن سر تواجد بعض أعلام الدول الأجنبية بالمكان والتي ظلت ترفرف فوق رؤوس بعض الشباب المشاركين في هذا المهرجان نذكر منها العلمين البريطاني والأمريكي.
دعت مؤخرا أطراف مجهولة إلى مهرجان أقبح من الأول كونه يمس في الصمم حرمة العائلات وشرفهن، إذ يتم حاليا الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمهرجان « العناق الحر » أو المجاني وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتاة المصادف ليوم 11 أكتوبر وهو اليوم الذي أعلنته الأمم المتحدة، لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات والمزيد من الفرص لحياة أفضل، وزيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن، هذا التفاوت يشمل مجالات على غرار الحق في التعليم، التغذية والحقوق القانونية والرعاية الطبية والحماية من التمييز والعنف والحق في العمل والحق في الزواج بعد القبول والقضاء على زواج الأطفال.. لكن أطرافا مشبوهة تسعى إلى الترويج لتظاهرة « العناق الحر » بهذه المناسبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما تفعله المجتمعات الغربية ويحرضون بذلك الفتيات على الفساد الخلقي بمناسبة عيدهن العالمي إذ يشجعون الفتيات على معانقة الشباب في الشوارع، ضاربين لهن الموعد يوم 11 أكتوبر بساحة دار الثقافة « الطاوس عمروش » لبجاية وسط تنديد كبير لدى كل من سمع بهذا الخبر الذي أدهش غالبية سكان المنطقة المعروفة بمحافظتها وأصالتها.