عاود رئيس الوزراء المغربي، عبد الإله بن كيران، توسله إلى الجزائر لفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، وقال في جلسة بمجلس النواب المغربي، إن الجزائر والرباط إخوة وأشقاء، وخاطب رئيس الجمهورية « يا تفليقة ياك حنا خوات افتح الحدود »(..) !
تواصل الرباط سياسة اللعب على الحبلين، وبطريقة مفضوحة حسب متابعين، إذ تتهم الجزائر بأنها طرف في الصحراء الغربية يوما، وتتوسل لفتح الحدود المغلقة بين البلدين يوما آخر. وجاء طلب إذابة الجليد الذي يطبع العلاقات المغربية الجزائرية، هذه المرة على لسان عبد الإله بن كيران، حيث استغل قبة البرلمان لمخاطبة السلطات الجزائرية لعل وعسى، وقال الرجل: « المغرب تعيش منذ أربع سنوات حالة من الاستقرار، وإن بلدانا على رأسها الجزائر وتونس ترغب في زيارة المغرب » على حد قوله.
وتساءل المسؤول الحكومي: « هل تعلمون لم لا يرغب بوتفليقة في فتح الحدود؟ » ليجيب نفسه بتوهمات من نسج خياله وأوهامه المخزنية: « .. الأمر واضح لأن عدد الجزائريين الذين سيتوافدون على الرباط أكثر من المغاربة الذين يزورون الجزائر »(..)، موجها رسالة إلى رئيس الجمهورية باللهجة المغربية « افتح الحدود يا بوتفليقة.. ياك حنا خوت » وطمأنه بأن الجزائريين الزائرين إلى المغرب سيكونون في بلادهم مثلما سيعتبر شعبه أنه في بلاده عند حلوله بالجزائر… ».
ويأتي توسل المسؤول المغربي بعد هجوم لاذع، قاده الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ40 لما يسمى « بالمسيرة الخضراء »، تجنى فيه على الجزائر واعتبرها طرف نزاع في القضية الصحراوية، واتهم الملك الجزائر، بـ »ترك سكان مخيمات تندوف للاجئين الصحراويين في وضعية مأساوية ولا إنسانية ».
وهو ما يعكس برأي مراقبين ودبلوماسيين، عدم وجود إرادة سياسية حقيقية من طرف السلطات المغربية لطي ملف الحدود المغلقة منذ سنة 1994 في ظل ازدواجية الخطاب، والقفز فوق قرارات الأمم المتحدة بشأن قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، إضافة إلى عدم وقف تسريب « الزطلة » المغربية باتجاه الحدود، واستمرار عمليات التهريب إضرارا بالاقتصاد الجزائري، علاوة عن تغذية الدعاية المغرضة والإشاعات الكاذبة، كلما تعلق الأمر بملفات وأخبار داخلية لا تخصّ سوى الجزائريين.