شرع التلاميذ المٌسجّلون في التعليم عن بعد أمس، في إجراء امتحان إثبات المستوى للطورين المتوسط والثانوي، الذي يستمر ليومين اثنين، والامتحانات ينظمها الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بُعد بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.
وبمجرد انطلاق الامتحانات، انتشرت الأسئلة في مختلف المواضيع وبسرعة البرق عبر موقع التواصل الاجتماعي « الفايسبوك » خاصة للطور الثانوي، حيث استنجد الممتحنون برواد الإنترنت لمساعدتهم في إجابات للأسئلة. ومن المواضيع التي اطلعنا عليها منشورة على الفايسبوك، في الساعة التاسعة صباحا، أي مباشرة بعد دخول التلاميذ قاعة الامتحانات، أسئلة اللغة العربية والرياضيات والفرنسية للسنة الثالثة ثانوي.
والظاهرة هي برأي متابعين مؤشر على استمرار عملية تداول مواضيع الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحوّلت إلى « مودة » في الوسط المدرسي، ما يستدعي دقّ ناقوس الخطر، أياّما قبل انطلاق امتحانات البكالوريا المصيرية، خاصة أن وزيرة التربية، نورية بن غبريط، استبعدت اللجوء إلى قطع الإنترنت والتشويش على مواقع التواصل الاجتماعي خلال بكالوريا دورة ماي 2017، لمحاربة الغش.
إلى ذلك، اجتاز أزيد من 34 ألف سجين يخوضون امتحان إثبات المستوى، عبر المؤسسات العقابية، حيث أعطى المدير العام لإدارة السجون، مختار فليون، إشارة الانطلاق من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالقليعة، التي جرت حسبه في ظروف « محكمة ». واعتبر فليون أن إقبال المساجين على هذا الامتحان « يتزايد » من سنة إلى أخرى، « بسبب الإجراءات التي أقرتها لجنة إصلاح العدالة منذ سنوات، إلى جانب تدابير العفو الرئاسي والإفراج المشروط ».
وبلغ عدد المحبوسين المسجلين لمواصلة الدراسة عن بعد 34.037 محبوس، بينهم 25.480 مسجل في المستوى المتوسط و8.557 في المستوى الثانوي، فيما بلغ عدد المؤطرين للعملية 706 أستاذ، بالإضافة إلى الموظفين التابعين للقطاع ومحبوسين من ذوي المستوى. كما أكد ذات المسؤول أن قرابة 4000 مسجون مرشح لشهادة البكالوريا و7000 لشهادة المتوسط.
ومن جهة أخرى، انطلقت امتحانات « السانكيام » التجريبية أمس عبر بعض المؤسسات التربوية، فيما تنطلق اليوم في مؤسسات أخرى، على أن يجرى الامتحان الرسمي في 24 ماي الجاري، وألزمت وزارة التربية المقاطعات التربوية بإجراء امتحان « السّانكيام » موحدا، على أن يكون للمقاطعة الحرية في اختيار يوم الامتحان الذي يتضمن مواد اللغة العربية والرياضيات والفرنسية.
إلى ذلك، استنكر المنسق الوطني لأساتذة التعليم الابتدائي، محمد حميدات، ما سماه « الضغوطات » المفروضة على أساتذة الابتدائي، الذين يجندون دوريا لحراسة امتحانات جميع الأطوار التعليمة. وحسب تصريحه لـ « الشروق »، فإن أساتذة الابتدائي في الصفوف الأولى، سواء في حراسة التلاميذ أم على مستوى المراكز، في وقت يكتفي فيه أساتذة التعليم المتوسط والثانوي بالحراسة في أطوارهم فقط ».
وتأسف حميدات لما اعتبره « معاناة وحقرة » في حقّ أستاذ الابتدائي، مقارنة بأساتذة الأطوار الأخرى، متسائلا: « كلنا متخرجون من الجامعة، وأكثر من ذلك نحن ندرس 30 ساعة أسبوعيا، وهو ما يفرض على الوصاية أن تساوي بيننا وبين بقية أساتذة الطورين المتوسط والثانوي ».
