كل منطقة ستحدد القيمة التي تتماشى والإمكانات المادية لأهلها
أوصى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، بضرورة تسقيف المهور في جميع الولايات، قصد تخفيف أعباء الزواج على الشباب والتشجيع على إكمال نصف الدين. وأكد غلام الله، أمس في تصريح خص به «النهار»، أن تسقيف أو بالأحرى تخفيض المهر أصبح ضرورة في هذا الوقت الراهن، قصد التخفيف على الشباب الراغبين في استكمال نصف دينهم بالزواج، مشيرا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا إلى ضرورة عدم الإسراف في رفع المهور، وهو ما جاء في أحاديث كثيرة، موضحا أن الأعباء المالية والمغالاة في المهور أفقد الكثير من الشباب الرغبة في الزواج وعزز ظاهرة العزوبة والعنوسة. وأشار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى أن هذه الدعوة ليست مرتبطة بشكل مباشر مع الأوضاع الاقتصادية للبلاد أو ما يعرف بـ«التقشف»، بل هي متعلقة بضرورة القضاء على عادة غلاء المهور التي استشرت في المجتمع الجزائري، خاصة في بعض الولايات التي أصبح المهر فيها مستعصيا على الشباب. وفي سؤال حول إن كان المجلس الإسلامي الأعلى سيتّخذ تدابير وإجراءات ميدانية في هذا الأمر، قال غلام الله إن المجلس سيجتمع خلال الفترة القادمة للخروج بتوصية عامة في هذا الشأن يتم توزيعها على المعنيين، مؤكدا أن أعيان المناطق وأئمتها يجب أن يلعبوا دورا هاما في هذا الخصوص، بالدعوة إلى ضرورة تسقيف المهور. ورفض غلام الله الخوض في القيمة الواجب تحديدها للمهور، تاركا الأمر لأعيان المنطقة لتحديده حسب القدرة الشرائية والوضعية المالية لسكان هذه الولاية، موضحا أنه لا يمكن تحديد سقف عام يمس كل مناطق الوطن، كون الحالة الاجتماعية تختلف من منطقة لأخرى، فما يكون يسيرا على سكان منطقة قد يكون عسيرا على سكان منطقة أخرى، مطالبا في الوقت نفسه كل الأعيان بالاقتداء بالسلف الصالح الذين كانت مهورهم وفق السنة، فلا يغالون في المهور، مبرزا أن هذه التوصيات من المستحسن تطبيقها بداية من السنة القادمة 2017.
