بعد الشكوى المرسلة إلى والي إيليزي، من طرف جمعيات مربي الإبل بإن أمناس، المتمثلة في ظاهرة نفوق الإبل جراء دخولها مواقع الأحواض البترولية، بكل من منطقتي أوهانت وتين فوي تبنكورت (تيافتي)، قامت اللجنة الولائية لمراقبة المؤسسات المصنفة بمعاينة هذه المواقع.
اللجنة كانت رفقة ممثلي شركة سوناطراك قسم الإنتاج ناحية تيافتي، ممثلين في رئيس مصلحة التدخل، وممثل البيئة بقسم الأمن الصناعي، وكذا بعض مربي الإبل، أين تمت معاينة المواقع « أم. أف » 1 و2 و3 و4.
وحسب التقرير، الذي تحصلت « الشروق » على نسخة منه، فقد سجلت اللجنة عدة نقاط سوداء حول واقع السلامة البيئية بالصحراء، ما ينبئ بوقوع كارثة بيئية، في حالة عدم التدخل لما أصبح التلوث يشكله من خطر على الحيوان والنبات، على حد سواء. وهذا راجع إلى عدم احترام الشروط والأعراف المتفق عليها، بحيث سجلت اللجنة فيضان حوضين للتصفية، بالإضافة إلى تسرب البترول في مجاري كل من أودية تيفيست وتين فوي. وذلك على مسافات طويلة، مما يدل على غياب المراقبة الدورية لمنسوب الأحواض، الذي تسبب في تلوث التربة والغطاء النباتي، فضلا عن الخطر المحدق بالحيوانات الأليفة والبرية، وحتى المياه الجوفية بالمنطقة.
اللجنة أيضا اصطدمت بواقع الأحواض غير المسيجة، التي تنتشر على مساحات واسعة، ما يدل على عدم احترام قواعد السلامة. كما أن مياه الصرف الناتجة عن أحواض التصفية، تصرف مباشرة في الطبيعة غير صافية، مما يضاعف من مشاكل التلوث بالمنطقة.
هذه الوضعية جعلت اللجنة المختصة، ترفع توصيات إلى والي إيليزي، على أن توصل إلى كل من وزراء الطاقة والبيئة والموارد المائية للتدخل. وتمثلت هذه التوصيات في ضرورة حماية أحواض الأوحال البترولية، وإزالة التلوث نهائيا. أما بالنسبة إلى أحواض التصفية الخاصة بمراكز الإنتاج، فقد أكدت اللجنة على ضرورة تسييجها إلى غاية إنشاء مركز خاصة. وهذا خلال أجل أقصاه ثلاثة أشهر. كما أوصت اللجنة بتكثيف دوريات مراقبة منسوب أحواض التصفية تفاديا لفيضانها. وكمساعدة لمربي الإبل، اقترحت اللجنة إنجاز مشارب للحيوانات بالمناطق الرعوية، لتجنب توجهها إلى الأحواض البترولية.
والتمست لجنة مراقبة المنشآت المصنفة على الوالي، التدخل لدى الوزراء المذكورين آنفا، لإيجاد حلول عاجلة لهذه الانشغالات تفاديا لوقوع كارثة.