طالــب جامعــي يلعــب دور الوسيــط بين الراغبين فــي الهجرة والمتهم الرئيسي
العقل المدبر كان يتصيد ضحاياه بالقرب من مقر القنصلية العامة لفرنسا بالجزائر
أحال، مؤخرا، عميد قضاة التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، ملف أخطر شبكة إجرامية تتكون من 11 شخصا ينحدرون من ولاية المسيلة، تورطت في تأسيس «جمهورية موزاية» لتزوير جوازات السفر الفرنسية يقودها أستاذ لغة إنجليزية بمتوسطة «حمام الضلعة» في ولاية المسيلة الذي لايزال في حالة فرار، في الوقت الذي يقبع 4 آخرون بسجن الحراش من بينهم طالب جامعي تخصص هندسة معمارية بجامعة سطيف، وعون أمن بمعهد التكوين المتواصل، بعدما وجهت لهم جميعا عدة تهم تنوعت بين تقليد أختام الدولة والتزوير واستعمال المزور في المحررات الإدارية وانتحال هوية الغير في ظروف قد تؤدي إلى قيد حكم في صحيفة السوابق القضائية.تفجير ملف قضية الحال حسب المعلومات التي تحصلت عليها « النهار »، يعود إلى تاريخ 22 مارس 2015، بموجب بلاغ ورد من القنصل العام الفرنسي بالجزائر، لدى فصيلة المساس بالممتلكات بالفرقة الجنائية لمقاطعة الوسط للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، بعد اكتشاف عدد من الملفات المزورة لطالبي الحصول على جوزات السفر الفرنسية والتي بلغ عددها 23 جوازا، وإثر ذلك البلاغ باشرت ذات المصالح تحرياتها التي أسفرت عن توقيف أحد المتهمين وهو تاجر ينحدر من ولاية المسيلة بالقرب من القنصلية العامة لفرنسا بالجزائر الكائن مقرها بحيدرة، والذي كان ينتحل هوية شخص مولود بفرنسا ومقيم بأحد أحياء «تامنفوست» ببلدية المرسى في العاصمة، وذلك حسب الهوية المزورة التي كان يحملها، ناهيك عن دفتر عائلي صادر عن ذات البلدية التي يزعم إقامته فيها، مدون بصفحة ميلاد طفله الثاني أنه مولود بفرنسا ومؤشر عليها من قبل المصالح الفرنسية، وشهادة ميلاد باللغة الفرنسية، ونسخة من موعد تسلّم الوثائق مستخرجة عن طريق الأنترنت، ووصل إيداع ملف طلب جواز سفر صادر عن المصالح القنصلية الفرنسية وفاتورة كهرباء وغاز باسم ابنه. المتهم وهو تاجر، صرّح خلال سماعه في محضر رسمي، أنه كان يرغب في الهجرة إلى فرنسا وقام المدعو «عبد اللطيف» وهو تاجر ملابس رجالية بسوق «لاروكاد» وسط مدينة المسيلة بتسليمه كافة الوثائق اللازمة لإيداعها في الملف بما فيها الهوية المزورة وشهادة الإقامة التي أكدت مصالح البلدية أنها غير صادرة عنها، وذلك مقابل 20 ألف دينار. وبخصوص الاستدعاء الذي ضبط بحوزته والذي يتعلق بموعده مع القنصلية الفرنسية، فقد ذكر أنه وصله عبر بريده الإلكتروني. وبمواصلة التحريات وتمديد الإختصاص لمنطقة سيدي عيسى بولاية المسيلة، بحثا عن هويات طالبي جوازات السفر، تم التوصل إلى مشتبه فيه آخر وهو عون أمن بمعهد التكوين المتواصل بالمسيلة، الذي كشف عن هوية المكنى «عبد اللطيف» الذي تبين أنه طالب جامعي يدعى «خ.خ» بعدما أكد أنه من زوده بالوثائق المزورة بما فيها الهوية التي استغلها في شراء شريحة هاتف نقال وإيداعها في الملف على مستوى القنصلية الفرنسية، ذلك الأخير الذي قام بتسليم نفسه بعدما بلغ على مسامعه أنه محل بحث من قبل مصالح الأمن، وأكد في محاضر سماعه أنه لعب دور الوسيط بين العقل المدبر وهو أستاذ لغة إنجليزية المسمى «أ.أ»، والراغبين في الهجرة. وبخصوص الوثائق المزورة التي ضبطت بحوزته، فقد أكد أن ذات الشخص زوده بها من أجل إيداعها في ملف طلب الحصول على جواز السفر الفرنسي. واستغلالا للمعلومات التي قدمها الطالب الجامعي حول ممونه بالوثائق المزورة، تنقلت ذات المصالح إلى منزله بنية القبض عليه وتفتيشه، أين لفت انتباههم شخص مشبوه على متن سيارة تم القبض عليه، ليتيبن أنه ابن خالة الأستاذ وهو متربص بمركز التكوين المهني، وقد أرسله لإخفاء معدات التزوير المتمثلة في جهاز إعلام آلي وطابعتين و28 قرصا مضغوطا و5 «فلاش ديسك» خارجية وقرصين صلبين، بالإضافة إلى عدد من وثائق إدارية من بينها 10 دفاتر عائلية و9 جزائرية وواحد فرنسي وشهادات ميلاد فرنسية وعقود زواج فارغة، فيما تم حجز 3 أجهزة إعلام آلي محمول وهوية مزورة بمنزل ذلك الأول الذي تمكن من الفرار من قبضة الأمن. ومن المرتقب أن تناقش تداعيات هذه القضية الخطيرة أمام قسم الجنح بمحكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، بتاريخ 30 ديسمبر 2015، بعد تأسس القنصلية العامة الفرنسية بالجزائر كطرف مدني، في انتظار ما ستسفر عنها جلسة المحاكمة.
النهار