« مركز إيداع ملفات التأشيرة ».. أو « تي أل أس » بن عكنون.. هنا يتدافع 1000 جزائري يوميا ومنذ ساعات الفجر الباكرة للظفر بحلم تأشيرة دخول الفضاء الأوروبي، أو « فيزا شنغن ».
نساء ورجال وشيوخ قادمون من مختلف المناطق بحثا عن تأشيرة المرور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، منهم من يتهافت على العلاج والدراسة ومنهم من لا يهمه سوى دخول مطارات أوروبا لـ »الشوبينغ » وجلب أغلى الماركات الفرنسية، والكثيرون مستعدون للدفع أكثر مقابل اختصار مدة دراسة الملف، هذه الأخيرة أصبحت اليوم تمتد لشهرين كاملين أو أكثر.
« الشروق »، انتقلت إلى مركز إيداع طلبات التأشيرة TLS contact ببن عكنون، لتقف على حقيقة الشكاوي التي وصلتنا بخصوص الردود السلبية التي يتلقاها عدد كبير من المواطنين، والتأخيرات المسجلة في إعطائهم موعدا للموافقة على الفيزا، والتي وصلت إلى حد الشهرين بالنسبة للبعض.
كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا.. طابور طويل لمئات الأشخاص الطالبين للفيزا، الراغبين في ولوج عدة دول بينها بلجيكا وايطاليا وانجلترا، أما فرنسا فقد صنعت الاستثناء بسبب الكم الهائل للأشخاص القادمين من مختلف ولايات الوسط لإيداع الملفات، ومنهم من قدم بغرض الاحتجاج على تأخر مصالح القنصلية الفرنسية، في الرد على طالبتهم.
وفي الموضوع، كشف العديد ممن تحدثنا إليهم، أن مدة الرد على طلب الفيزا أصبحت تفوق الشهرين، وللاستفسار عن القضية أكد لنا مصدر مسؤول بمركز إيداع الطلبات أن السماح للأشخاص الراغبين في تجديد » الفيزا « ، من دون موعد وراء خلط رزنامة المواعيد وتأخر الردود.
ألف شخص « يغزو » يوميا المركز لإيداع الملف
العجيب في الأمر أن مركز إيداع طلبات التأشيرة TLS contact بالعاصمة، يشهد يوميا توافد 1000 شخص، نصفهم متوجهون نحو فرنسا بالدرجة الأولى، تليها انجلترا وايطاليا، رغم أن هذا الأخير تبقى أبوابه مفتوحة طيلة أيام الأسبوع.
ولمعرفة طريقة التنظيم وضبط هذا العدد الهائل، اغتنمنا الفرصة للحديث مع الأشخاص الوافدين إلى المركز، والذين كشفوا لنا أن الأمور لا تسير بصفة عادية، ففضلا عن التأخر في الرد، يتم الخلط بين المواعيد وساعات الدخول، وهو الأمر الذي يتسبب في تزاحم واشتباكات أمام المدخل الرئيسي، حيث يكون كبار السن والأطفال هم ضحايا سوء التسيير.
ويلاحظ عابرو الطريق المعروف « بالحوض » ببن عكنون، اصطفاف العشرات من الأشخاص والعائلات أمام الطريق المقابل للمركز ينتظرون أقاربهم، وأغلبهم ينحدرون من الولايات المجاورة للعاصمة، وملامح التعب بادية على وجوهم، خاصة أن الكثير منهم أكدوا لنا أنهم قابعون في المكان منذ ساعات الفجر الأولى في انتظار فتح المركز أبوابه في الساعة السابعة والنصف.
خدمات امتياز « بريميوم » بـ3000 دينار
الكثير من رجال الأعمال والأشخاص الراغبين في الحصول على خدمات امتياز المعروفة باسم « بريميوم »، وهي طلب الحصول على تأشيرة للمرة الثانية من دون موعد، يجدون ضالتهم في هذه الخدمة، حيث يمكنهم دفع ما قيمته 3000 دينار جزائري للمرور من دون موعد، وهو ما جعل الكثير منهم يصفونهم في خانة الامتياز »vip »، خاصة أنهم بمجرد الوصول إلى داخل المركز، يحظون بمعاملة خاصة، ويستقبلون في قاعة مجهزة بأرائك ومكيف هوائي، في حين ترى السلطات الفرنسية، أن إيداع الطلبات ودفع ما يشبه حقوق التسجيل أو ما يسمى حقوق دراسة الملف، « لا يعطي الحق في الحصول على التأشيرة بصورة آلية ».
« بزنسة » وتجارة موازية خارج أسوار « تي آل آس كونتاكت »
ورغم المعاناة التي يتعرض لها الوافدون إلى مركز إيداع ملفات التأشيرة بسبب التأخر في الرد، ينشط « مقتنصو الفرص » أو من يعرفون بـ »البزناسية » الذين يستغلون ظروف المواطن القادم من مكان بعيد، وذلك بهدف الظفر ببعض الدينارات، على غرار ارتفاع تسعيرة ركن السيارة بالقرب من المركز، إذ اشتكي عدد كبير ممن التقيناهم من ارتفاع سعر « الباركينغ »، فضلا عن كون زائري المركز ممنوعين من إدخال الهاتف النقال ولو كان خارج مجال التغطية، وهو ما يضطرهم لوضعه في « كشك » مقابل دفع 50 دينارا كذلك.