شهدت تركيبة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم تغييرات جذرية رغم مرور أسبوعين فقط عن إنهاء مهام الإسباني لوكاس ألكاراز وتعيين الدولي السابق رابح ماجر بدلا منه، حيث تقلّص عدد اللاعبين مزدوجي الجنسية بشكل ملفت للانتباه، مقابل عودة قوية للاعبين المحليين واللاعبين المحترفين المتخرجين من المدرسة الجزائرية، ما يجسّد قيام الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بقيادة الرئيس خير الدين زطشي بتطبيق نظام « الكوطات » وما يعزز هذا الطرح هو قرار الفاف وفي اجتماع مكتبها التنفيذي الأخير تقليص تواجد عدد اللاعبات المحترفات في المنتخب النسوي إلى ثلاث لاعبات فقط.
كان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي قد تحدث مباشرة بعد انتخابه على رأس الفاف يوم 20 مارس الماضي عن مخططه بضرورة إعادة الاعتبار للاعب المحلي في المنتخب الوطني وجعل هذا الأخير يتكون من أغلبية « محلية »، مدرجا ذلك ضمن « مشروعه » الذي ينوي تجسيده خلال عهدته الحالية.
وأثارت هذه التصريحات آنذاك لغطا وجدلا قبل أن يتراجع زطشي ويؤكد بأن ذلك لا يعني أبدا الاستغناء عن اللاعبين المغتربين أو مزدوجي الجنسية، لكن الأيام القليلة الماضية كشفت بما لا يدع أي مجال للشك في أن الفاف شرعت فعلا في تجسيد نظام الحصص « الكوطات » على مستوى المنتخبين الأول والنسوي، بعد أن قرر المكتب الفدرالي تقليص تواجد اللاعبات مزدوجات الجنسية إلى ثلاث فقط، وتبعها بعد ذلك إعلان المدرب الجديد للمنتخب الوطني بقيادة رابح ماجر عن قائمة مباراتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى التي أثارت الكثير من الجدل بالنظر للتغييرات الجذرية التي طرأت عليها، حيث شهدت القائمة مقارنة بأخر مباراة أمام الكاميرون يوم 7 أكتوبر الماضي، الاحتفاظ بـ9 لاعبين فقط هم: عبد القادر صالحي، عيسى ماندي، لياسين كادامورو رامي بن سبعيني، رؤوف بن غيث واسماعيل بناصر، زين الدين فرحات وهلال العربي سوداني وسفيان هني، ومن بين هؤلاء اللاعبين يظهر تواجد 4 من مزدوجي الجنسية فقط وهم عيسى ماندي، لياسين بن طيبة كادامورو، اسماعيل بناصر وسفيان هني، كما أقصى ماجر 9 لاعبين مقارنة باللقاء الماضي وهم: رايس وهاب مبولحي، سفيان فيغولي، توفيق موساوي، محمد فارس، عبد القادر بدران، سفيان بن دبكة،و سفيان دهام سفير تايدر، اسحاق بلفوضيل، ومن بينهم 6 من مزدوجي الجنسية وهم: مبولحي، فيغولي، فارس، دهام، تايدر وبلفوضيل، ووجه ماجر الدعوة لـ13 لاعبا لم يشاركوا في لقاء الكاميرون وهم: فوزي شاوشي، اسلام سليماني، رياض محرز ونبيل بن طالب، ياسين براهيمي وفوزي غولام، شمس الدين رحماني، محمد خثير زيتي، يوسف عطال، هواري فرحاني، عبد المؤمن جابو، بغداد بونجاح وكارل مجاني. ومن بين الـ13 عنصرا لم يوجه ماجر الدعوة سوى لـ5 لاعبين مزدوجي الجنسية وهم: محرز، بن طالب، براهيمي، وكارل مجاني بالإضافة إلى غولام المعفى بسبب الإصابة.
تناقضات ماجر
ويتضح من قائمة الـ23 لاعبا الذين تم توجيه الدعوة لهم لمباراتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى تواجد 11 لاعبا محليا أي نصف التعداد تقريبا، ويضاف إليهم 4 لاعبين محترفين ذوي تكوين محلي وهم سليماني، سوداني، بونجاح وفرحات، بالإضافة إلى عطال وبن سبعيني المعفيين من المباراتين بسبب الإصابة. وتراجع بالمقابل تواجد اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى ثمانية فقط يضاف غليهم غولام المعفى من خوض اللقائين. وتتناقض القائمة التي أعلن عنها ماجر مع تصريحاته في أول ندوة صحفية له يوم 19 أكتوبر الماضي عندما أكد بأنه لن يجري تغييرات كثيرة قبل أن يقوم بتنفيذ العكس. كما شهدت القائمة تناقضات كثيرة وهي عدم قيام أعضاء الطاقم الفني بالنزول إلى الميدان لمعاينة اللاعبين قبل إعداد القائمة، ونتج عن ذلك دعوة لاعبين لا ينشطون بانتظام مع أنديتهم، فضلا عن تجاهل آخرين يستحقون التفاتة على غرار هدافي الرابطة المحترفة الأولى محمد أمين عبيد (شباب قسنطينة) ومصطفى جاليت شبيبة الساورة) وأسامة درفلو (اتحاد العاصمة)، إضافة إلى اللاعب الصاعد لنادي دفاع تاجنانت محمد هشام عطوش. وحتى بعد إصابة ثلاثي الدفاع بن سبعيني، عطال وغولام، راهن الطاقم الفني على الورقة المحلية لتعويضهم بعد دعوة لاعب بارادو اسلام عروس، ولاعب وفاق سطيف شمس الدين نساخ ولاعب اتحاد العاصمة فاروق شافعي الذي وضعه ماجر ضمن القائمة الموسعة قبل أن يستنجد به، وتزامن ذلك مع اختيار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لشافعي (اللاعب الجزائري الوحيد) ضمن التشكيلة المثالية لدوري أبطال إفريقيا.
أبرز إنجازات الخضر كانت بأقدام مزدوجي الجنسية
و بالرغم من الجدل الذي غالبا ما تثيره المقارنة « الأبدية » بين اللاعب المحلي والمحترف، إلا أن قطاعا واسعا من المتتبعين دائما ما يرجح كفة اللاعب المحترف، كون كل الانجازات المحققة على مستوى المنتخب جاءت بأقدام مزدوجي الجنسية بداية من جيل عنتر يحي، بوقرة وزياني ومغني الذي ساهم بشكل كبير في التأهل التاريخي إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، إلى غاية الجيل الحالي بقيادة محرز وبراهيمي وفيغولي الذين قادوا الخضر إلى الدور الثاني من مونديال 2014 بالبرازيل، فضلا عن التأهل المنتظم للخضر إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، وبمقابل ذلك يطرح التساؤل حول لجوء الفاف والطاقم الفني إلى الورقة المحلية والرهان عليها للخروج من الأزمة، رغم أن الواقع يؤكد بأن ذلك يعد مغامرة غير محمودة العواقب ونتائجها غير مضمونة، في ظل تواضع مستوى البطولة، وكذا عدم ثبات مستوى اللاعبين المحليين، وعجزهم عن فرض أنفسهم، بدليل الإقصاء « المرّ » من التأهل إلى بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، ويضاف إلى طل ذلك الحالة المزرية التي توجد عليها الأندية « المحترفة » التي عجزت عن تقديم منتوج محلي جدير بتقمص ألوان المنتخب الأول، بعد أن ظلت الفضائح و »الآفات » لصيقة باللاعب المحلي في ظل سقوط عدد كبير منهم في وحل المنشطات وعدم الانضباط والجدية.
المغرب ومصر على خطى الجزائر.. والفاف تسبح عكس التيار
ويؤكد الوضع الجديد الذي يعيشه المنتخب الوطني، سير الفاف عكس التيار، حيث فضلت التخلص من « السياسة » التي تبناها المكتب السابق برئاسة محمد روراوة الذي اختار أسهل وأقصر الطرق للوصول إلى القمة، في وقت قامت بعض الاتحادات العربية وحتى الإفريقية انتهاج نفس سياسة روراوة على غرار مصر والمغرب، فالأولى نجحت في قيادة الفراعنة إلى المونديال بعد 28 سنة من الغياب، والثانية اقتربت بشدة من الوصول إلى مونديال روسيا، والقاسم المشترك بينهما هو الاعتماد على اللاعبين المحترفين، خاصة بالنسبة للمغرب، الذي يقتفي آثار الرئيس السابق للفاف بعد أن بسط نفوذه على هيئة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باستحواذه على العديد من المناصب الهامة على مستوى الكاف، وتزامن ذلك مع تتويج الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا، ونيل شرف تنظيم « الشان » بدلا من كينيا، واقتراب ظفره بخلافة الكاميرون في تنظيم (كان 2019).
لاعب الخضر السابق عرفات مزوار:
قائمة ماجر جاءت من أجل كسب ود جماهير بعض الأندية
كشف لاعب الخضر السابق عرفات مزوار عن رأيه في القائمة التي أعلن عنها الناخب الوطني الجديد رابح ماجر مؤخرا لخوض الجولة الأخيرة من تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام نيجيريا، وودية إفريقيا الوسطى.
وقال ابن مدينة حمام بوحجر في هذا السياق: « القائمة التي اختارها ماجر أظهرت فعلا بأن هناك فارقا بين ما يقال في البلاطوهات والتحليلات، وبين ما هو أمر واقع في الميدان، فعلى الرغم من محاولة المدرب الوطني الجديد الظهور بصورة الشخص الذي سيمنح الفرصة للاعب المحلي بتواجد عشر أسماء من البطولة الوطنية، إلا أن النية من ماجر لم تكن أبدا في هذا الاتجاه، حيث فضل كسب ثقة جماهير الأندية نظرا للمعارضة الكبيرة والانتقادات التي رافقت تعيينه على رأس الخضر، والدليل هو استدعاؤه للحارس شاوشي وهو في أسوإ مستوياته حتى يحصل على رضى جمهور الشناوة، وكذا الاعتماد على جابو بغية كسب أنصار الوفاق، مع أن جابو لاعب مميز للغاية، لكنهم تأخروا كثيرا في إعادته للمنتخب، وهذه أمثلة فقط تنطبق على بقية الذين وجهت لهم الدعوة بطريقة سياسية ».
وواصل مزوار قائلا: « إبعاد الحارس مبولحي خطأ جسيم، إذ أنه كان في المستوى طيلة السنوات الثمانية تقريبا التي قضاها مع الخضر رغم أنه كان احتياطيا، كما أن إخراج فيغولي جاء بسبب حسابات شخصية ضيقة وحرب تصريحات سابقة بين ماجر وهذا اللاعب، وفي نهاية المطاف أتمنى أن ينجح الخضر مع المدرب الجديد رغم افتقاده للشهادات التدريبية، وافتقاره للخبرة في الميدان، وليس وراء الكاميرات. »
اللاعب الدولي السابق فريد غازي:
الاستعانة بالمحليين والمغتربين أكثر من ضروري
وصف اللاعب الدولي السابق فريد غازي استدعاء اللاعبين المحليين لمباراة نيجيريا المقبلة بالأمر الهام والضروري حيث قال: « صراحة منتخبنا الوطني في السنوات الأخيرة أصبح حكرا على المغتربين وهي السياسة التي أثرت بالسلب على بطولتنا فليس كل من يلمع ذهبا وليس كل من يلعب في أوروبا هو جدير بحمل الألوان الوطنية ولهذا فاستدعاء 10 لاعبين محليين إضافة إلى 5 تخرجوا من بطولتنا وينشطون في الخارج هو رد الاعتبار للاعب المحلي المطالب بانتهاز هذه الفرصة لتفيد كل ما يقال عن محدودية بطولتنا » .
وأضاف ابن مدينة الركنية: « لا أريد أن يفهمني البعض خطأ، فأنا لست ضد المغتربين لكن ما أريد التأكيد عليه هو أننا عندما نستنجد بجزائري مغترب فيجب أن يكون مستواه أكبر بكثير مما نملك في بطولتنا المحلية » وأضاف لاعب تروا سابقا: « المزج بين المحليين والمغتربين أكثر من ضروري لكن قميص الخضر غال وكل من يستدعى يجب أن يكون أهلا لهذا القميص » وعن مستوى اللاعبين المحليين قال صاحب 22 مشاركة دولية و5 أهداف مع الخضر: « بطولتنا تزخر بالعديد من المواهب وقائمة مباراة نيجيريا تحمل أسماء جديرة منها أصحاب الخبرة في صورة شاوشي وجابو وهناك البراعم الواعدة كالمدافع نساخ وعروس وغيرهما من الشباب الذين أقول لهم إنكم حصلتم على فرصة العمر التي يجب أن يحسنوا استغلالها وما أود التأكيد عليه هو أن الناخب الوطني تحلى بجرأة أشجعه عليها ولو نمنحه الوقت الكافي فأنا متأكد من أنه سيوصل قاطرة الخضر لبر الأمان… ».
اللاعب الدولي السابق ياسين سلاطني:
ماجر استدعى المحليين مُكرهاً..!
قال المدرب الحالي لنجم تقرت ياسين سلاطني أن تواجد 10 لاعبين محليين في قائمة الخضر ضد النسور الخضراء هو أمر حتمته الغيابات الاضطرارية وليست خيارا من الطاقم الفني للخضر حيث قال: « قد يبدو هناك الجديد في قائمة المدرب رابح ماجر باستدعاء 10 عناصر محلية، لكن لو نتريث قليلا فقط سنجد أنها كانت اضطرارية لا اختيارية والوحيد الذي نال فرصة حقيقية هو عبد اللاوي، ففي القائمة 3 حراس محليين ما يعنى أنه بقي لدينا 7، منهم الثنائي الذي التحق مؤخرا شمس الدين نساخ مدافع وفاق سطيف وإسلام عروس مدافع نادي بارادو والذي لم يكن ليحظى بفرصة لولا إصابة عطال وغولام، وهنا فقط نجد أن نصف عدد المحليين كان على مضض، لأن استدعاء اللاعب المحلي مفتوح في أي وقت عكس اللاعب النشط بأوروبا ».
وعن رأيه في مستوى اللاعب المحلي وقدرته على اللعب في المنتخب الأول قال المتوج بلقب البطولة مع العميد: « المنتخب الوطني في مرحلة انتقالية وكل شيء فيها ممكنا وقد تنجح بعض العناصر في اثبات أحقيتها باللعب للخضر، فمثلا اصابة غولام أراها فرصة ذهبية للاعبينا المحليين عليهم استغلالها لكون غولام في المواسم الأخيرة يلعب مع نابولي بمستوى عال ومع الخضر بوجه شاحب، ما يعني أن من سيعوضه لو يبرز سيكون مستقبل الخضر من جهة الرواق الأيسر وهكذا دواليك مع بقية المناصب… » وختم اللاعب السابق لاتحاد عنابة تصريحاته قائلا: « أنا مع المنتوج المحلي لأنه عماد المنتخب ولأنه أيضا هو السبيل الوحيد لإعادة الروح لبطولتنا التي تعيش في عهد الاحتراف الشكلي على أمل أن تدرك الاحتراف الحقيقي في أقرب الآجال لأن كل من البطولة والمنتخب يكملان بعضهما البعض.
الحارس الدولي نصرالدين دريد للشروق:
لا يمكن الحكم على صدق خيارات ماجر إلا بعد مواجهة نيجيريا
يرى الدولي السابق نصر الدين دريد أن الحكم على خيارات الناخب الوطني الجديد رابح ماجر بالاعتماد على اللاعب المحلي الناشط بالبطولة الوطنية من خلال توجيه الدعوة لـ11 لاعبا تحسبا لمواجهة نيجيريا وإفريقيا الوسطى سابق لأوانه، وأن الحكم يبقى مؤجلا لغاية مشاهدة أولا ردة فعل العناصر المختارة ومردودها فوق الميدان وكذا قدرتها على إقناع الناخب الوطني بالتواجد ضمن التشكيلة الأساسية أو على الأقل توظيفهم ولو بدائل تبعا لمجريات اللقاءين.
وقال دريد في اتصال هاتفي مع « الشروق » : « كدولي سابق متخرج من البطولة الوطنية موقفي يجب أن يكون داعما لتشكيل نواة الخضر من خريجي البطولة المحلية، لكن هذا لا يكفي لأن اللاعب المحلي مستواه جد متدن سواء من الجانب البدني أو الذهني، وما نشاهده في مباريات بطولتنا لخير دليل على ذلك، الآن وبما أن الناخب يحاول تغيير الإستراتيجية التي لا تعتمد على ما تجود عليه المدارس الفرنسية واللاعبين مزدوجي الجنسية فيجب توفير المناخ المناسب لتكوين منتخب قادر على مقارعة الكبار والذي لن يتأتى سوى بتحسين مستوى اللاعب المحلي من خلال العمل على مستوى الأندية الذي يبقى ضعيفا جدا مقارنة بما يتطلبه المستوى العالي وكذا ترقية مستوى تفكير اللاعب الجزائري المحترف سوى الجانب المالي لعقده.
كما أن الهيآت المسؤولة على تسيير كرة القدم الجزائرية بدءا من الاتحادية مرور بالرابطة ووصولا إلى الأندية يجب أن ترافق ما ينوي ماجر القيام به، من خلال التفكير في مصلحة الكرة بعيدا عن الحسابات الضيقة، وفرض برمجة صارمة تسهل عمل المدربين على مستوى الأندية لأن البرمجة العشوائية تكسر ريتم التقنيين المطالبين هم أيضا بزيادة العمل والتفكير علاوة على تحصيل عقود مريحة واللعب على تحقيق الألقاب المحلية في مد التشكيلة الوطنية بلاعبين قادرين على التألق إفريقيا ومقارعة نجوم القارة، كما أن الناخب الوطني يبقى له دورا أساسيا رفقة طاقمه من وجهة نظري في إعادة الثقة للاعبين المحليين وزيادة الطموح الذي « دفن » خلال السنوات الماضية بعد أن عكفت كل الطواقم الفنية السابقة على تهميش اللاعب المحلي وجعله ديكورا فقط أو مثلما يسمى في الجانب السينمائي يتقمص دور « الكومبارس » ولها أسبابها وحججها في ذلك التي يجب أن نحترمها.
الدولي السابق منير زغدود:
المحليون في حاجة إلى التشجيع.. والعبرة باللعب أساسيا وليس بالاستدعاء
وصف الدولي السابق، منير زغدود، وجود 11 اسما محليا في قائمة المنتخب الوطني بـ »الأمر المشجع » والمحفز لهم على أمل التواجد الدائم مع « الخضر »، ودعا قائد اتحاد العاصمة السابق إلى ضرورة تدعيم اللاعب المحلي ومنحه الوقت اللازم من أجل التأقلم وفرض نفسه في التشكيلة الوطنية، كما يحدث مع اللاعبين المحترفين، لا انتقاده و »ذبحه » بمجرد خطأ يقع فيه جميع اللاعبين، مستشهدا هنا باللاعب مختار بلخيثر، وحرص المدرب السابق لاتحاد بسكرة على توجيه رسالة إلى الأنصار ضمنها ضرورة مساندة اللاعبين المحليين لمنحه الثقة اللازمة للتألق مع المنتخب الوطني.
وقال زغدود، الأحد، ردا على سؤال « الشروق » المتعلق بالعودة القوية للاعبين المحليين إلى قائمة « الخضر »: « هذا مشجع للاعب المحلي، لكن الأهم ليس في الاستدعاء نفسه، بل في حقيقة هل سيلعبون يوم المباراة أم لا.. هذا لا ينقص من قيمة اللاعب المحلي، لكن هذا الأخير بحاجة إلى التشجيع والدعم وبعض الحظ حتى ينال فرصته كاملة في المنتخب الوطني.. »، قبل أن يشدد على أن « اللاعب المحلي لديه الموهبة للتواجد في المنتخب »، وصرح المدافع الأنيق: « أفضل استدعاء ثلاثة لاعبين على أن يلعبوا أساسيين بدل استدعاء 12 لاعبا ولا يلعب أي واحد منهم.. »، مضيفا: « لكن الأهم من كل ذلك، هو أن نصبر على اللاعب المحلي.. يجب ألا نحتقره، عليه أن يحصل على فرصته كما حصل عليها اللاعبون المحترفون، لا أن ننتقدهم ونهاجمهم بسبب أخطاء وقع فيها حتى اللاعبون المحترفون، كما حدث مع اللاعب بلخيثر.. ».
هذا، وأكد المدرب السابق لشبيبة بجاية على ضرورة عدم التفرقة بين اللاعبين في المنتخب الوطني، وقال: « يجب منح القيمة اللازمة للاعب المحلي، على كل اللاعبين أن يكونوا على قدم المساواة لأن الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني وهنا تسقط كل المعايير الأخرى أمام عامل الألوان الوطنية »، مشيرا إلى أن الخلافات والأمور الأخرى « ستدخلنا في المتاهات »، أما بخصوص قضية استدعاء اللاعبين المحليين بعدد أكبر، كمشروع مستقبلي للفاف والناخب الوطني أكثر منه خيارا فنيا، فرد الدولي السابق: « أنا أؤمن بالمشاريع.. لكن أساس النجاح هو العمل لا غير، فاللاعب يقضي كل وقته في ناديه وليس مع المنتخب الوطني، وعليه، فإن العمل الأكبر والأهم يجري في الأندية وليس في أي مكان آخر.. »