قال عضوٌ كبير في تنظيم « داعش » في مقابلة عرّف فيها نفسه بأنه الزعيم الجديد لفرع التنظيم في ليبيا إن داعش « يشتد عودها في كل يوم » هناك. وفي مقابلةٍ نشرتها مجموعة « سايت » المتخصصة في رصد مواقع المتشددين على الإنترنت وُصف عبد القادر النجدي بأنه « الأمير المفوض لإدارة الولايات الليبية ». وقال إنه يدعو الله « أن يجعل طلائع الخلافة في ليبيا من الفاتحين لروما ».
كما توعّد دولَ الجوار بأنها « لن تستطيع الدفاع عن نفسها » في مواجهة المتشددين. وهي رسالة إلى تونس والجزائر والنيجر وبقية دول الساحل. وقال في المقابلة مع مجلة « النبأ » التي يصدرها تنظيم « داعش » الإرهابي: « إنكم تتمنّعون من الصواعق بدروعٍ من قصب، ومن الطوفان بطوق من خشب » على حدّ زعمه.
وفي اتصال مع الشروق، حذر الخبير الأمني محمد خلفاوي من الخطر الذي يمثله هذا التنظيم الإرهابي ودعا إلى أخذ الهجوم على مدينة بن قردان التونسية بعين الاعتبار، لأن ما قام به داعش في بن قردان قد يقوم به في أي مدينة جزائرية متاخمة للحدود مع ليبيا، وأشار المتحدث إلى حالة التأهب القصوى على مستوى الجيش الجزائري، وقال إنها ضرورية لمواجهة أي هجوم محتمل، مؤكدا أن التنظيم وسعيا منه للحصول على اهتمام إعلامي قد يقبل على عملية من هذا القبيل.
كما دعا الخبير خلفاوي إلى ضرورة التعامل بجدية أكثر من قضية التدخل الأجنبي في ليبيا، مؤكدا أن الجزائر مطالبة في هذا الوقت بعمل أكبر من الموقف الذي تتخذه دائما وهو رفض التدخل الأجنبي، ملمحا إلى ضرورة القيام بعمل داخل ليبيا لمحاصرة التنظيم بدعم القوى المعتدلة هناك.
وقُتل أكثر من 50 داعشيا في هجوم نفذوه قرب الحدود الليبية هذا الأسبوع في تونس التي استكملت بناء ساتر ترابي وحفر خندق على حدودها الجنوبية في محاولة لمنع الدواعش من العبور إليها.
واستغل تنظيم « داعش » الفوضى والفراغ الأمني بعد انتفاضة 2011 التي أسقطت حكم معمر القذافي وأسس وجودا له في عدة مدن. وعبّر مسؤولون غربيون عن قلقهم من توسّعه ويقدّرون عدد مقاتليه بما يصل إلى ستة آلاف.
وفي العام الماضي سيطر التنظيم على مدينة سرت بالكامل في شرق ليبيا والخط الساحلي المحيط بها. وقال النجدي « إن هذا كان أسهل من التوسّع في مناطق أخرى في ليبيا، إذ أن تعدّد الجماعات وتنازعها هو من أسباب الفشل ». وطردت فصائل إسلامية منافسة لتنظيم « داعش » إلى حدٍّ بعيد من مدينة درنة في شرق البلاد في جوان، كما تستهدفه قوّاتُ الأمن المحلية في مدينة صبراتة في غرب ليبيا بعد غارةٍ جوّية أمريكية على ما يُشتبه بأنه معسكر تدريب في فبراير.