جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ولاءه للرئيس بوتفليقة، وواصل هجومه على الفريق توفيق وسلفه في الحزب عبد العزيز بلخادم، وجماعة زهرة ظريف. فيما تحاشى الإجابة عن سؤال حول مطلبه القديم بإبعاد أحمد أويحيى من ديوان الرئاسة.
وبدأ الرجل الأول في الحزب العتيد خطابه بالتأكيد على الدور الذي لعبه القاضي الأول في استرجاع الأمن والاستقرار للبلاد، بفضل المصالحة الوطنية، التي انقضت ذكراها الحادية عشرة نهاية الشهر المنصرم.
ووصف المتحدث الرئيس بوتفليقة بـ »حمامة السلام » التي أعادت الاستقرار للبلاد ودفعت المسيرة التنموية للأمام، وهي « توطئة » اعتبرها المراقبون لخرجته هذه، محاولة من سعداني لتبديد الإشاعات التي راجت مؤخرا في بعض الصالونات، عن وجود توتر في العلاقة بينه وبين محيط قصر المرادية.
ولم يضف الرجل الأول في الحزب العتيد، جديدا على صعيد تموقعه السياسي، فقد أبان عن اصطفاف إلى جانب المؤسسة العسكرية، وقائد أركانها الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع.
وبالمقابل، واصل سعداني في الندوة الصحفية التي عقدها الأربعاء بفندق الرياض بسيدي فرج غرب العاصمة، هجومه على أهداف سبق له وأن انتقدها، في صورة كل من مدير دائرة الاستعلامات والأمن السابق، الجنرال محمد مدين توفيق، وبعض المنتقدين لطريقة تسييره للحزب، فضلا عن الأمين العام السابق للحزب، عبد العزيز بلخادم الذي شبهه بمدعّي « النبوّة ».
غير أن الانتقاد هذه المرة أخذ أبعادا استعمل فيها السلاح « غير التقليدي »، حيث وصف الفريق توفيق بأنه « رأس حربة ضباط فرنسا »، الذين « أدخلوا البلاد في فتنة، وجوعوا وخوفوا الجزائريين وقادوا البلاد في مراحل انتقالية. هؤلاء بينهم مجاهدو فرنسا ومثقفو فرنسا ».
كما اتهم زعيم الأفلان الفريق المتقاعد بأنه محرك « الفئات » التي تطالب بوضع الأفلان في المتحف، والإشارة هنا إلى جماعة الـ19، التي أصبحت فيما بعد تعرف بـ »جماعة الـ14″، والتي تتزعمها كما هو معلوم، المجاهدة زهرة ظريف بيطاط، نائب رئيس مجلس الأمة السابقة، وكذا المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، رشيد نكاز، مشككا في ولائه للجزائر قائلا: « هل سمعتم بمترشح للرئاسيات جاء من وراء البحر.. هذه مهزلة ».
وبلغة الواثق أضاف: « نقول لجماعة الـ 14 بينكم من طالب في 1988 بإدخال الأفلان إلى المتحف، كما طالبتن بذلك في عهد بوضياف وكافي وزروال واليوم في عهد الرئيس بوتفليقة.. وأنا أقول إن مناضلي الحزب هم الأحق بالدفاع عن حزبهم ».
وأوضح المتحدث في هذا الخصوص: « من يتحدث باسم هذه الفئات واحد، هو الكاتب هو الناشر »، وأضاف: « هو المهماز، هو الحرّاز، والإشارة هنا إلى الفريق توفيق، الذي يقف برأي سعداني، وراء كل المناورات التي تستهدف استقرار حزبه.
أما غريمه في الحزب العتيد، عبد العزيز بلخادم، فقد تلقى وابلا من الانتقادات الخطيرة، لها علاقة بماضي عائلته خلال الحقبة الاستعمارية، بحيث لم يتردد في وصفه بأنه « مناضل فرنسا »، على « شاكلة ضباط فرنسا »، ودعا الحاضرين في قاعة المحاضرات بالفندق للتنقل إلى مسقط رأس بلخادم والاستماع لمن يعرفونه.