على بعد بضعة أشهر، من انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017 الحاسمة، التي ستسبق رئاسيات أيضا حاسمة، لأنها ستعين رئيسا جديدا للجزائر، قام عدد كبير جدا من السياسيين والمحسوبين على الحقل السياسي بالتوجه خلال الأيام القليلة الماضية إلى البقاع المقدسة، لأداء فريضة الحج، فوجد المختلفون مع بعضهم في نفس السلسلة الفندقية المسماة الأبراج، بجوار الحرم المكي.
والتقطت « الشروق »، وجود السيد عمار سعيداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، كما وجد زميله السابق في ذات الحزب السيد أمين عصماني الذي فضل الانتقال إلى حزب عمارة بن يونس، وفي الجهة المقابلة حافظ السيد عبد الله جاب الله على عشقه للبقاع المقدسة من خلال حجّه في كل موسم منذ أكثر من عشرين سنة، كما فضل السيد حسن عريبي أن يترك البرلمان لمدة ثلاثة أسابيع، وينتقل للمرة العاشرة إلى البقاع المقدسة بين حج وعمرة، وما جلب الانتباه وجلب الاحترام أيضا هو وجود وزير الطاقة السابق صالح خبري بتواضع خطف الأنظار، عندما تنقل مع الحجاج من الجزائر العاصمة، وسافر بالحافلة لمدة قاربت 12 ساعة مستعملا جوازه العادي، مثل كل الحجاج وليس الجواز الديبلوماسي، ونزل في فندق عادي جدا، واختلط مع عامة الحجاج وتجاذب معهم الحديث، وأكل معهم، وقدم نموذجا راقيا للحاج والمسؤول الجزائري، الذي خرج من الحكومة، وعاد بسرعة إلى الشعب، على حد تعبير بعض الحجاج الذين ثمّنوا أسلوب حياة وزير سابق لأهم قطاع في الجزائر، وقارنوا بينه وبين وزراء سابقين لنفس القطاع وحتى لقطاعات أخرى.
كما وجد الحاج محمد روراوة في البقاع المقدسة، في فترة لا تتزامن مناسكها مع مباريات للمنتخب الوطني، المقبل خلال الشهر القادم على مباشرة تصفيات كأس العالم، التي سيدعو السيد محمد روراوة، ليكون مساهما في تأهل الخضر إلى روسيا للمرة الثالثة على التوالي، في عهد الحاج روراوة، ليكون رئيس الاتحاد الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز في تاريخ الكرة الجزائرية.