تحوّلت الساحة الرئيسية في بلدة بني زيد بنواحي القل بولاية سكيكدة، السبت،إلى مسرح لمشهد دراماتيكي، كان بطله شاب في الـ35 سنة من العمر، يدعى حسين.ل، يعمل بناء ويقطن بذات البلدة بني زيد، وهو أب لثلاثة أطفال، وقف عاري الصدر، وراح يُقطع جسده بخنجر، وينقش على جسده النحيف أسماء من قال عنهم أنهم أغلى الأشخاص على قلبه أي زوجته وأبناءه، علّهم يعودون إليه!
حسين بعد أن ذرف طوفانا من الدموع، ورفض تصويرنا له، راح يروي لنا مأساته: « تزوجت في سنة 2006 من شابة من مدينة جيجل، تبلغ حاليا من العمر 30 سنة، تعرفت عليها عندما كنت أزور بيت جدي لأمي هناك.. أحببت زوجتي بجنون عندما أهدتني أول إبنة، إيمان البالغة حاليا من العمر 10 سنوات، ثم زادتني إبنتي لمياء البالغة من العمر 8 سنوات، وأكملت العنقود بالطفل صهيب الذي لا يزيد حاليا عن الشهر من عمره ».
وتابع قائلا « حصلت خلافات عائلية بسبب العمل وظروف السكن جعلت زوجتي تعلن مللها وضجرها، وتغادر البيت في نهاية سنة 2015، طالبة مني تطليقها، لكني رفضت، لأنني لا أرى نفسي من دون عائلتي الصغيرة ».
وواصل حسين سرد مأساته « كنت أفكر أحيانا في عملية سرقة كبيرة تنقلني إلى الثراء حتى أعيّش عائلتي في أحسن الأحوال، بل إنني قبلت بكافة شروطها وهي الإقامة بمدينة القل، وكنت مستعدا للتنقل إلى جيجل رغم بعد المسافة عن مسقط رأسي، من أجل عائلتي، لكنها عادت وهجرتني بحجة تواضع مسكني، وخيّرتني بين الحياة في أعلى مستوى أو الطلاق عبر الخلع ». واعترف حسين بأن ما فاقم الوضع، هو كونه أخطأ في لحظة غضب ومدّ يده عليها.
وكانت الزوجة قد ذكرت في عريضة طلب الخلع، بأنها لن ترجع إلى بيت الزوجية لوجود خطر على حياتها وحياة جنينها بعد تعرضها للضرب المبرح، من زوجها، لتقضي المحكمة بتاريخ 13 من جويلية الماضي، برجوعها بشرط أن تكون في منزل مستقل، ثم قضت بعد ذلك بالخلع الذي نزل كالصاعقة على حسين الذي يكمل قائلا: « إصراري على عدم قبول تطليقها حتى لا تتشتت الأسرة ولا أحترق بنار بعدها جعلني أطرق كل الابواب، ولكني تأكدت يوم الخميس الماضي بأن الحكم بالخلع لا رجعة فيه ».
هذا المصير كان بمثابة خنجر غرس في قلبه ليقتله معنويا وعاطفيا.. ويقول حسين: « أصبحت كالمجنون أستجديها لتعود، قمت بكافة الإجراءات القانونية لأرغمها على العودة، أصبحت بطالا، لأني غالبا ما أتوجه إلى جيجل لرؤية أبنائي، ومازلت لحد الساعة أناشدها أن تعود إلى مسكنها ومستعد أن ألبي كافة طلباتها ».
حسين أخذ السبت سكينا، وكتب بدمه على صدره إسم أبنائه وزوجته ورسم قلبا وبداخله سهم، وبدمه أيضا كتب لوكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء سكيكدة، رسالة تمنى فيها توقيف حكم الخلع كما توضح الصورة، وقال بأنه صار مثل المتشرد لا يريد من الدنيا سوى عودة زوجته وأبنائه وإزالة حكم الخلع من المحاكم الجزائرية.