خرقت الموضة عادات الجزائريين وتقاليدهم في أداء الصلوات المفروضة وصلاة التراويح على مستوى المساجد، من خلال ظهور مشاهد لم تكن من قبل خصوصا فيما يتعلّق بالشكل ونوع اللباس الذي يرتده بعض الشباب، فبعد السروال القصير أو « البونتاكور »، تحظى عباءات من نوع خاصّ بإقبال من قبل الشباب والذين لا يتردّدون في الدخول بها إلى المساجد، وهي عباءات بألوان مختلفة غير مألوفة تميل إلى أزياء النساء، بعد ما كانت المساجد تتزيّن باللون الأبيض في صلاة الجمعة وصلاة التراويح والأعياد.
إذ أصبحت تروّج بالأسواق عباءات وردية وحمراء وخضراء وزرقاء وأخرى بماركات عالمية وتطريز خاصّ مثل « باربوري » و »إيدن بارك »، إضافة إلى طريقة التفصيل والخياطة التي تختلف عن العباءات التقليدية والتي تبرز تفاصيل الجسم، وقد فجّرت الموضة نمط ارتداء العباءات بتسويق نوع جديد يحمل علامات الأندية الرياضية الشهيرة في كرة القدم مثل نادي برشلونة أو ريال مدريد أو شيلسي، وتحمل أخرى وبطريقة بارزة على مستوى الظهر أسماء لاعبين دوليين ونجوم كرة القدم في العالم مثل رونالدو وميسي وبأرقامهم التي يلعبون بها في الميدان، بنفس الطريقة التي تحملها القمصان الرياضية، وتبدو بعض المساجد كالملاعب، حين يصطفّ المصلّون الذين يحملون أسماء وأرقام اللاعبين في نفس الصفّ، ممّا جعل البعض يعلّق بأنّه على الإمام أن يلبس عباءة تحمل الرقم 1، حتّى يكتمل الفريق بحارس المرمى!
وقد أثار هذا الزيّ في العباءات استياء واسعا لدى المصلّين الذين يستنكرون الاستهتار بالدين واللباس الإسلامي الأصيل، ويعتبرون ذلك محاولات لتشويه صورة الإسلام واستغلال الشباب في ذلك عن غير قصد باسم « الموضة ».
الشروق