السلام عليكم سيدتي الكريمة:
أنا فتاة متزوجة منذ 8 شهور وقد تأخر الحمل، زوجي لم يتحدث معي بهذا الخصوص نهائياً، فهو يؤمن أن تأخير الإنجاب هو لمصلحة العروسين، لكنني قلقة خاصة وأن هناك حالات عقم بالعائلة من الأقارب بالدرجة الثانية، كما إنني أرى نظرات أهل زوجي المستفسرة عن الأمر وحماتي لم تكتفي بالنظرات وتظل كلما ترانا تدعو لنا بالذرية الصالحة بشكل يستفزني، أمي ترفض تماماً أن أفاتح زوجي بضرورة زيارة الأطباء، ما رأيك بالأمر؟
الزهراء
_________________________________
الرد:
أهلا وسهلا بك يا زهراء على صفحات موقع جواهر الشروق، والله أسأل أن يديم بينك وبين زوجك السكن والمودة والرحمة وأن يرزقك الذرية الصالة في القريب والتي تكون قرة عين لكما.
كم من زوجة يا زهراء لم تحمل إلا بعد عامين وثلاثة بل وأربعة، فلا تقلقي كل هذا الشأن لأن القلق في بعض الأحيان قد يؤخر الحمل فعلاً، فالحالة النفسية التي تعيشها الزوجة نتيجة لكثرة سؤال الناس لها عن الحمل تؤدي إلي تأخر حدوثه، لذلك انزعي هذه الوساوس من رأسك، وعيشي فترة زواجك الأولى بكل سعادة فهي أجمل أيام العمر.
وفعلا كما تقول الوالدة لا تتحدثي مع زوجك بهذا الخصوص، ولا تلفتي نظره لهذا الأمر الآن، وإن تحدثت معك حماتك لاحقاً بشكل مباشر أخبري زوجك أنه لا مانع أن تخبريهم مباشرة أنك وزوجك لستما مستعجلين على الحمل وأن التأخير برغبتكما حتى تستمتعا بحياتكما قبل الإنجاب، وأنكما لا تحبذان تدخل أحد في هذا الأمر – هذا بعد الاتفاق بينك وبين زوجك طبعاً – فهذا قد يجعلهم يتوقفون عن السؤال والتدخل.
أجلي التفكير في زيارة الأطباء لبعد عام ونصف من الزواج ، وبعدها اذهبي أنتي أولاً لزيارة الطبيبة وإذا أخبرتك أنه لا توجد لديك أي مشكلات ففاتحي زوجك في الأمر بهدوء أنه لا مانع من إجراء التحاليل وإن أصر على الرفض قد تقترحين عليه تدخل أحد من أهله يتسم بالحكمة وحفظ الأسرار لإقناعه بالأمر، فالرجل الشرقي كثيراً ما لا يتقبل فكرة وجود أي مشكلات لديه لأن هذا – في ظنه – يقلل من رجولته، لذلك حافظي دائماً على تكرار مدى حبك له فهذا يزيد من ثقته في نفسه ويشجعه على زيارة الطبيب.
وحتى إذا تأخر الحمل لما بعد العامين فحاولي أن تنظري يا سارة إلى الجانب الإيجابي لتأخر الإنجاب بعض الشيء ، فوائد تأخر الإنجاب ، فحينما يأتي الطفل بعد فترة مثلاً خمس سنوات فإن معاملته تختلف عن الطفل في بداية الزواج، فالزوجان يتعاملان معه بنضج وشوق ويتلقيانه بشكل غير عادي، فقد جاء بعد اشتياق ويكون بفرحة غير عادية، كما أن تأخر الإنجاب يجعل الأبوين يتطلعان إلى أفضل طريق في التربية ويجعلهما يبحثان عن مصادر ذلك في الكتب والمصادر التربوية وليسعيان إليها.
كما أن مرور سنوات بعد الزواج دون إنجاب ، تجعل الفرحة بالطفل أكبر عند أهل الزوجين إلى جانب أن المقربين والأصدقاء للزوجين يفرحون ويشاركون الزوجين تلك الفرحة، وكذلك الأجداد أيضاً يفرحون بالأحفاد كثيراً، فالفرحة بالإنجاب بعد الحرمان يكون لها وقع مؤثر أكثر.
وقبل قدوم الأبناء والانشغال بهم يكون باب الحوار مفتوحاً بين الزوجين مما يؤدي إلى دراسة بعضهما بعضاً أكثر وأكثر والتقرب من بعضهما إلى بعض، خاصة الرجال عندما يحدث الحمل مباشرة يظل يردد أنه لم يعيش لحظة حلوة مع زوجته قط قبل أن يأتي من يختطفها منه وهم الأبناء !
وأخيرا يا سارة فإنه في أوقات المحن لا يجد الإنسان طريقاً يلجأ إليه إلا الله تعالى فتأخر الإنجاب يؤدي بالإنسان إلى كثرة الاستغفار وطلب العفو والتقرب إلى الله والتضرع بالصلاة والدعاء بالذرية الصالحة فلا تنسي ذلك .