تشهد المدن الجزائرية إجراءات أمنية مشددة حول الهيئات الدبلوماسية والمقرات الحساسة، السفارات والقنصليات، كما عرفت المطارات والموانئ، محطات نقل الميترو، ترامواي والساحات العمومية وحتى المساجد ومراكز الاقتراع، إجراءات أمنية غير مسبوقة مدعومة بفرق الأنياب والبياري وهذا تحسبا للانتخابات التشريعية المقررة اليوم، في حين يتكفل أفراد الجيش بتأمين الحدود الجزائرية لمنع تسلل الإرهابيين والمهربين.
« الشروق » وقفت، الأربعاء، في جولتها على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المصالح الأمنية، التي سخرها أمن ولاية الجزائر، الذي رفع من درجة التأهب واليقظة من خلال الاعتماد على العمل الاستخباراتي ومضاعفة عدد دوريات الدراجين الناريين أو الدوريات بسيارات الخدمة، وتكثيف نقاط المراقبة والتفتيش عبر مداخل العاصمة وأهم الطرق المؤدية إليها، وكذا في الأسواق الشعبية، والساحات العمومية ومحطات نقل المسافرين، على غرار محطتي الميترو وتراموي وكذا محطة النقل البري بالخروبة والسكك الحديدية.
كما لاحظت « الشروق » خلال جولتها تعزيزات أمنية في محيط السفارات والقنصليات الأوروبية في الجزائر، بالإضافة إلى المعاهد الأوروبية كالمعهد الإيطالي والمركز الثقافي الفرنسي، وكذا مقر الإتحاد الأوروبي في الجزائر من خلال تجنيد فرق « الأنياب » وفرق التدخل السريع « البياري ».
وحسب الأرقام التي تحصلنا عليها من أمن ولاية الجزائر، فإنه تم تسخير 2576 شرطي لتأمين 521 مركز انتخابي موزع على مستوى الجزائر العاصمة، ضمن قطاع الاختصاص وذلك في إطار الإجراءات الاستباقية لضمان السير الحسن للانتخابات المرتقبة، في حين تبقى القوة المتبقية ساهرة على ضمان حماية الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام من خلال تعزيز الدوريات الراكبة والراجلة ودعم الحواجز ونقاط المراقبة الأمنية وتسهيل حركة المرور، كما ستعمل وحدات خاصة على مراقبة وتأمين محيط المراكز الانتخابية قبيل وأثناء وبعد عملية الانتخابات.
وفي سياق متصل وحسب مصادر « الشروق » فإن السلطات العسكرية المكلفة بتسيير الحدود البرية شددت من الإجراءات الأمنية والعسكرية، على طول الشريط الحدودي، على طول 1600 كلم، مع اتخاذ إجراءات وتدابير « استباقية » تحسبا لأي طارئ مرتبط بتدهور الأوضاع الأمنية في دول الجوار تزامنا مع الانتخابات التشريعية وكذا محاصرة الإرهابيين والمهربين الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للتسلل أو تنفيذ عملياتهم الإجرامية.
وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة المتخذة، التكثيف من المراقبة البرية والجوية بمعدل 100 طلعة جوية يوميا عبر عدد المحاور والمسالك الوعرة في الصحراء التي تستخدمها عادة مافيا التهريب والإرهاب، خوفا من أية عملية تسلل، وكذا مضاعفة وحدات الأمن والتدخل التابعة للدرك والجيش، ورفع مستوى اليقظة بالمراكز المتقدمة على طول الشريط الحدودي، حيث تسهر هذه الفرق، من خلال مؤهلاتها العالية وقدراتها القتالية، على ضمان التدخل السريع والتأقلم مع أي طارئ، في حالة حدوث أي محاولة لخرق الحدود من طرف مسلحين أو أي اعتداء مهما كان نوعه.