أعرب عديد الشباب من مواطني تلمسان ، الإثنين،عن استيائهم من اللوحة الموضوعة بمدخل مسبح فندق « الرونيسوس » بأعالي هضبة « لالة ستي » والتي تتضمن جملة من الممنوعات منها منع السباحة بـ »البوركيني » أو الحجاب أو أي لباس آخر محتشم بالنسبة إلى النساء، حيث كتب على اللوحة « مرحبا بكم في فندق الرونيسوس بتلمسان.. نعلمكم أن ارتداء الحجاب أو البوركيني أو أي لباس آخر غير مناسب للسباحة ممنوع ».
طالب مواطنون في تصريحات لـ »الشروق » بسحب اللوحة المثيرة للجدل بسحبها والسماح للعائلات المترددة على الفندق بالدخول إلى المسبح، وترك النساء يسبحن بلباسهن الشرعي أو « البوركيني »، وهو ما أشار إليه أحد الشباب ممن تحدثت إليهم « الشروق » قائلا: « ليس من حق إدارة الفندق أن تجبر نساءنا على التعرّي »، في إشارة إلى اللوحة الموضوعة داخل الفندق الذي ترتاده العديد من العائلات الجزائرية والتي غالبا ما ترتدي نساؤها الحجاب. الأمر الذي جعل بعض نزلاء الفندق يصطدمون بجملة من الممنوعات منها عدم ارتداء « البوركيني » داخل المسبح، وهو ما كشف عنه (ح.أمين) طالب جامعي بتلمسان الذي أكد على أن العديد من العائلات الجزائرية اصطدمت بهذه اللائحة من الممنوعات ليرد على ذلك قائلا: « نحن هنا في الجزائر ولسنا في فرنسا … ما يحز في خاطري أن الفندق في بلادي »، قبل أن يضيف في السياق ذاته « مهما كانت مبررات إدارة الفندق، سواء كان الأمر متعلقا بالجانب الأمني أو أي شيء آخر، فإن المسبح ليس مرتفعا ومساحته صغيرة ومن السهل مراقبة المتواجدين بداخله … فلماذا إذن يجبرون النساء على التعرّي؟ ..لماذا يمنعون المتحجبات من حقهن في الاستجمام والسباحة؟ »، ليضيف « أليس هذا استفزازا.. ألا يعد هذا تعديا على تعاليم الإسلام وديننا الحنيف؟ ».
وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن إدارة الفندق وضعت هذه اللوحة منذ افتتاح هذا المرفق الفندقي، إلا أنه لا أحد تفطن إلى ذلك إلا بعد الحملة الشرسة التي تقودها السلطات الفرنسية مؤخّرا ضد السباحة بـ »البوركيني » في الشواطئ. وتشير مصادر متابعة، أن حظر البوركيني في المسابح، لا يشمل في فندق « الرونيسوس » بل في العديد من الفنادق ذات خمس نجوم عبر الوطن، حيث تمّ طرد عائلات من المسابح بسبب ارتداء نسائها الحجاب، وهو ما أكده لنا أحد أقارب عائلة مطرودة من مسبح فندق في وهران بسبب الحجاب.
وقد أوضح المدير العام لفندق « الرونيسونس » أن اللوحة التي تضمنت منع السباحة بالبوركيني أو الحجاب داخل المسبح وضعت منذ أربع سنوات أي منذ افتتاح الفندق وأنها لم توضع خلال هذا الصيف، وأنه ليس من قرر وضع هذه القوانين وإنما هو فقط يطبق الإجراءات القانونية التي وضعتها مجموعة ماريوت وملاك سلسلة فنادق « رونيسونس ». وعن بعض الانتقادات الموجهة من المواطنين ورواد « الفيسبوك » حول هذه الحادثة رد المسؤول المباشر عن الفندق أن لهم الحق في ذلك مادام لم يعجبهم الأمر، معربا عن أسفه لتسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام في هذا الظرف الحساس بينما يوجد هنالك العديد من الأمور الإجابية والنشاطات ذات الأهمية التي ينظمها الفندق والتي من المفترض أن يتم تناولها إعلاميا.
