كشف مدير التكوين بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي جمال بوكزاطة أمس عن وضع شروط صارمة للالتحاق بالمدارس العليا للأساتذة، من بينها أن لا يقل المعدل العام في شهادة البكالوريا عن 14، مع التوقيع على عقد يفرض لأول مرة على الطلبة الالتحاق بالمناصب خارج الولاية، كما تم رفع مستوى المعدلات للالتحاق بالتخصصات الأكثر طلبا، منها الطب والصيدلة والمدارس العليا.
أعلن مدير التكوين بوزارة التعليم العالي عن مراجعة شروط الالتحاق بالمدارس العليا التي يكثر الطلب عليها من طرف الحاصلين على شهادة البكالوريا، مع وضع شروط إضافية للتسجيل فيها، مذكرا بأن عدد المقاعد التي توفرها تخضع للعرض والطلب، مؤكدا أن وزارة التعليم العالي قامت برفع مستوى معدلات الالتحاق بهذه المدارس، وكذا بتخصصات العلوم الطبية، مقابل إقرار تدابير تسهيلية للالتحاق بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والعلوم الاقتصادية والتجارية وكذا الأدب العربي، فضلا عن تمكين الطلبة الجدد من التسجيل خارج الولايات المقيمين بها، في حال عدم توفر العدد الكافي من المناصب البيداغوجية في التخصصات التي يطلبونها.
وأفاد المصدر أن فتح المناصب البيداغوجية بالمدارس العليا للأساتذة لن يتم إلا بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، التي تعد المسؤولة الوحيدة على تحديد العجز من حيث عدد الأساتذة في مختلف الأطوار والمواد التعليمية، وكذا النقص على مستوى كل ولاية، أي أن التكوين سيتم مستقبلا بحسب عدد المناصب التي يراد فتحها، إذ قامت وزارة التربية بتحديد احتياجاتها إلى غاية سنة 2035، كاشفا عن إدراج شرط جديد لأول مرة مقابل الالتحاق بمدارس الأساتذة، يتمثل في الإمضاء على عقد من قبل الطلبة يفرض عليهم الالتحاق بالمناصب الشاغرة خارج الولاية، وأفاد السيد بوكزاطة أن هذا الشرط موجه على وجه الخصوص إلى شريحة النساء اللواتي يرفض في الغالب التوظيف خارج المناطق المقيمين بها، مما جعل وزارة التربية تواجه نقصا مستمرا في تأطير بعض المواد، وصعوبات في ضمان العدد الكافي من الأساتذة على مستوى المناطق الداخلية والمعزولة.
وتوقع مدير التكوين بوزارة التعليم العالي ارتفاع معدلات التسجيل في المدارس العليا للأساتذة، التي سيتم ضبطها بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا، وأعطى على سبيل المثال شرط تولي منصب أستاذ لغة عربية في الطور الابتدائي، الذي أصبح يتطلب الحصول على معدل عام في البكالوريا يساوي أو يفوق 14، مع شرط الحصول على معدل 13 في مادة الرياضيات، وهو نفس المعدل العام المطلوب لشغل منصب أستاذ لغة فرنسية في نفس الطور، مع ضرورة أن لا يقل معدل اللغة الفرنسية عن 13 من عشرين، في حين سيتم ضبط المعدل الأدنى للالتحاق بتخصص العلوم الطبية، وسط تقديرات أن لا يقل المعدل العام لشهادة البكالوريا عن 15 من عشرين.
في حين سيتم اللجوء إلى التسجيل الوطني، في حال تسجيل نقص في عدد المقاعد البيداغوجية بالمدارس العليا، أي بإمكان الطلبة الجدد الالتحاق بمدارس خارج الولايات المقيمين بها.
الدورة الاستثنائية لشهادة البكالوريا تفرض مراجعة رزنامة التسجيلات الجامعية
وطمأن المتحدث بتوفير العدد الكافي من المناصب البيداغوجية لاستقبال الناجحين في شهادة البكالوريا، موضحا أن وزارة التعليم العالي باعتبارها مرفقا عموميا، ملزمة بضمان مقعد بيداغوجي لكل طالب جديد، وفي حال قلة المقاعد على مستوى بعض المعاهد، سيتم إعادة التوجيه بتطبيق التضامن ما بين المؤسسات الجامعية، وأعلن السيد بوكزاطة في ذات السياق عن مراجعة رزنامة التسجيلات الجامعية، إذ من المنتظر أن تتم التسجيلات الأولية في النصف الأول من شهر أوت المقبل، مع إنهاء كافة التحويلات والطعون والتسجيلات النهائية قبل منتصف شهر سبتمبر، الذي سيكون موعدا للدخول الجامعي المقبل كأقصى تقدير بقرار من الوصاية، التي ارتأت تعجيل انطلاق الموسم الجامعي لتدارك التأخر.
وبحسب المصدر فإن الرزنامة الجديدة سيعلن عنها في منشور تكميلي، وستكون في صالح الناجحين بمنحهم الوقت الكافي للاختيار والتسجيل، كما ستنصف الأولياء وكذا مؤطري المؤسسات الجامعية، متوقعا عدم مشاركة كافة المرشحين الأحرار المقصيين في الدورة الاستثنائية لشهادة البكالوريا، البالغ عددهم أزيد من 92 ألف مرشح، مضيفا أن الوزارة وضعت فرضيات دنيا وقصوى ومتوسطة بخصوص عدد الناجحين، بهدف استيعاب كافة الطلبة الجدد.