هدايا ولوازم الجزائريين التي يستقبلونها عبر الطرود البريدية من مختلف دول العالم تتحول إلى أوراق وحجارة، ومنها من تختفي « تسرق »، هي حقيقة مرة وواقع مخز، كشفت عنه مئات، بل آلاف الشكاوى لمواطنين من مختلف ولايات الوطن، تعرضت طرودهم البريدية للسرقة والإتلاف. وهو ما يجعل كلا من أعوان البريد وعمال الجمارك في قفص الاتهام بصفتهم الجهات المسؤولة عن استقبال وتحويل طرود الجزائريين.
كشف مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلكين،أنه استقبل خلال الأسبوع الماضي مئات الشكاوى منمواطنين من مختلف ولايات الوطن، تعرضت طرودهمالبريدية للسرقة والإتلاف والمعاينة المفتوحة.
وأضاف أن هدايا المواطنين التي كانت لوحات رقميةوهواتف ذكية وحلويات تحولت إلى أوراق وأحجار بعدماتمت سرقتها. وقال زبدي إن المتهم الأول بسرقة طرودالجزائريين هم أعوان الجمارك أو عمال البريد بصفتهمالجهة المسؤولة عن استقبال وتوصيل الطرود.
واستغرب المتحدث للسبب الذي يدفع عمال البريد أو الجمارك إلى الإقدام على فتح الطرود البريدية معوجود جهاز « سكانير »، الذي بإمكانه الكشف عن محتوى الطرود من دون فتحها. وأضاف أن ظاهرة سرقةطرود الجزائريين باتت أمرا لا يمكن السكوت عنه، بعدما امتدت إلى عدد كبير من المواطنين، إلى درجة لجأتفيها بعض الدول الأوروبية، على غرار السويد وفرنسا وألمانيا، إلى نصح مواطنيها بعدم إرسال الطرودالبريدية إلى الجزائر لكثرة مظاهر السرقة. وهذا ما يشوه سمعة الجزائر في الخارج.
وطالب زبدي بضرورة التحقيق العاجل في الظاهرة بتدخل المسؤول الأول عن بريد الجزائر لحفظ طرودالجزائريين من السرقة، بوضع كاميرات مراقبة لكشف المسؤولين عن ضياع وسرقة هدايا ومستلزماتالجزائريين.
ومن جهتها، استقبلت « الشروق » عشرات الاتصالات من مواطنين انتقدوا ضعف الرقابة في مراكز البريد،حيث تعرضت طرودهم لعمليات إتلاف وسرقة مفضوحة، فمن المواطنين من وجد حجرا في طرده البريدي،بعدما كان ينتظر وصول لوحة إلكترونية. ومن المواطنين من وجدوا أوراقا بدل كتب تاريخية مهمة، ومنهم منتعرضت حلوياتهم للسرقة والنقصان.
حاولنا الاتصال مرارا بالمكلف بالاتصال على مستوى مؤسسة بريد الجزائر غير أن هاتفه كان مشغولا.