لا تزال قضية عدم وجود محضر بدني ضمن الطاقم الفني الوطني، المكون من الخماسي المدرب الأول رابح ماجر ومساعداه جمال مناد ومزيان إيغيل ومدربا الحراس عزيز بوراس ومحمد حنيشاد، تصنع الحدث والفضائح في الآن ذاته في المباريات الرسمية والودية للمنتخب الجزائري.
ما حدث في مواجهة إفريقيا الوسطى الودية سيبقى وصمة عار في جبين كرة القدم الجزائرية على مر التاريخ، وعالقة في أذهان الجميع، بعد تمرد اللاعبين الاحتياطيين على الطاقم الفني للمنتخب ورفضهم إجراء عملية الإحماء، مكتفين بالوقوف ومتابعة أطوار المواجهة، خلف مرمى الحارس عبد القادر صالحي وبعده شمس الدين رحماني مع بداية الشوط الثاني، ليس لأن هؤلاء اللاعبين غير منضبطين أو غير مقتنعين بعمل الطاقم الفني (لم يصل الأمر بعد إلى هذه الدرجة)، ولكن بسبب عدم وجود محضر بدني في طاقم « الخضر » يشرف على عملية الإحماء، بدعم صريح من المدرب رابح ماجر.
وكان ماجر قد أكد في ندوته الصحفية قبيل لقاءي نيجيريا (1/1) بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة ومباراة إفريقيا الوسطى (3/0) بملعب 5 جويلية الأولمبي، أن تواجد المحضر البدني رفقة تشكيلة « الخضر » في التربصات القصيرة غير مهم بتاتا، على اعتبار أن اللاعبين يأتون جاهزين من هذه الناحية، بحكم العمل الكبير الذي يقومون به مع أنديتهم.
لكن وبعد هذه الفضيحة المدوية، وأمام ضغط وأسئلة الصحفيين، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مواجهة إفريقيا الوسطى، تراجع ماجر عن كلامه السابق، وبرر ذلك بعامل الوقت، مؤكدا في تصريحاته الجديدة الثلاثاء: » لقد قلت من قبل أن العمل الجاد سينطلق بعد مواجهتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى.. طلبت من « الفاف » جلب محضر بدني يليق بالمنتخب، ولكن الوقت لم يكن في صالحنا من أجل إيجاد الرجل المناسب لتعيينه في هذا المنصب، الآن وبعد التفرغ من مواجهتي نيجيريا وإفريقيا الوسطى سنعين محضر بدني ».
ويبدو أن قضية المحضر البدني فضحت المدرب ماجر أو بالأحرى مدرب « البلاطوهات » بشكل كبير، وأكدت أن صاحب « الكعب الذهبي » تجاوزه الزمن بأتم معنى الكلمة، بعد غيابه قرابة 15 سنة عن الميادين واكتفائه بالعمل التحليلي متنقلا بين بعض بلاطوهات القنوات العامة والخاصة، فماجر لا يعلم أو لنقل لم يولي أهمية كبرى لدور المحضر البدني في تربص قصير يمتد لأسبوع، وها هي النتيجة فضيحة من العيار الثقيل في مباراة إفريقيا الوسطى..لاعبون يتمردون ومشردون في ملعب 5 جويلية خلف مرمى حارس « الخضر » دون مدرب يشرف على تمارين الإحماء أو قائد يوجههم.
ومعلوم أن الكرة الحديثة ترتكز كثيرا على الجانب البدني والاسترجاع الذي يعد عاملا مهما في أي فريق أو منتخب كان، سواء في تربص قصير أو طويل المدة، فضلا عن ذلك فإن الأندية الكبيرة المحترفة، خصصت أموال طائلة واستثمرتها في إنشاء مراكز للاسترجاع البدني مدعمة بأجهزة الكترونية وآلات متطورة وحديثة من اجل الاسترجاع البدني، تقديرا منها لهذا العامل المهم في كرة القدم الحديثة التي ترتكز على القوة البدنية والسرعة في التنفيذ، وخير دليل على ذلك سقوط وانهيار المنتخب الوطني في مونديال البرازيل 2014 على يد المنتخب الألماني (2/1) بعد الوقت الإضافي، واعتراف المدرب وحيد خاليلوزيتش آنذاك، بأن الجانب البدني حال دون تمكن « الخضر » من مواصلة المفاجأة والمرور إلى ربع نهائي المونديال لأول مرة في التاريخ بعد أن كسر في ذات الدورة حاجز الدور الأول، مع العلم أن المنتخب الألماني معروف عبر العالم باسم « الماكنات » لتمتع لاعبيه بقدرة بدنية هائلة وتمكنهم في أغلب المباريات الرسمية من إنهائها بنفس الوتيرة دون تعب، في وقت لا يزال ماجر يؤكد أنه ليس في حاجة إلى محضر بدني في التربصات القصيرة.