أمنيته في الحياة أن يتزوج من طبيبة جميلة ومطيعة وذات أخلاق عالية، أما الفتاة الجامعية فلن يتزوجها حتى وإن لم يشترط عليه أهلها شيئا لأنه لا يثق فيها، ويتمنى أن تظل بلا زواج وهي وكل فتاة اختارت أن تدرس في الجامعة، هذه أمنية شاب » قهواجي » فقير وغير متعلم كما عرف نفسه، نشرها على إحدى صفحات فيس بوك، ورغم الإساءة التي حملتها للجامعيات، إلا أن المتابعين انشغلوا بالرد عليها بكتابة تعليقات ساخرة ومتهكمة عن الطبيبة التي تكون قد « قرات في دارهم » وفق تفكير هذا الشاب الذي يبدو أنه لا يعلم أن الطبيبة هي أكثر الجامعيات مكوثا في الجامعة بحكم دراستها التي تمتد إلى سبع سنوات.
فلماذا هذه النظرة السيئة للطالبة الجامعية التي من المفترض أنها تملك من العلم والوعي ما يجعلها قادرة على إدارة شؤون أسرتها بطريقة صحيحة؟.
بالنسبة لـ » حسين » فإن « الجامعية إن لم تكن « منحلة أخلاقيا » في أغلب الأحيان، فمن المحتمل أن تكون فاسدة فكريا ولا يمكنها أن تؤسس بيتا »، مضيفا أن »أغلب الجامعيات حسب الإحصاء الأخير لا يتزوجن، وإذا تزوجن لا يعمرن في بيوتهن ويتطلقن »، متسائلا: »إذا كانت الجامعية تصلح للزواج، فكيف لطبيب أو حائز على شهادة ماجستير أن يتزوج بفتاة ذات مستوى بسيط؟! ».
ووجه حسين في آخر حديثه نصيحة للعائلات الجزائرية بضرورة منع بناتهن من مزاولة الدراسة في الجامعة لأنها تخرج »الفاسدات » حسب قوله وليس « مربيات الأجيال » مستثنيا في ذلك بنات العائلات المحافظة.
ويقول نذير حول هذا الموضوع، إنه درس في إحدى جامعات الشرق الجزائري فرأى العجب العجاب من جامعيات وثق فيهن أهاليهن وتركنهن يزاولن دراستهن بعيدا عنهن، مضيفا أن الذي يملك غيرة على بناته لا يمكنه أن يتركهن دقيقة واحدة في الجامعة إذا ما رأى ما يجرى داخلها وخلف أسوارها.
ويعتبر محمد، الطالب الجامعي، أن نظرة للناس للجامعية تنقسم إلى قسمين، فالشاب الذي درس في الجامعة وعرف خفاياه وخباياها، يدرك جيدا أن هناك صالحات وفاسدات في الجامعة كأي مجتمع، والدليل على ذلك أن الكثير من الطالبات الجامعيات اللواتي درسن معه تزوجن من دكاترة وأساتذة، أما القسم الثاني الذي ينظر نظرة سيئة للجامعية هو الذي لا يعرف الجامعة من الداخل بل احتفظ في ذهنه بالقصص التي تروى عن الفساد الأخلاقي داخلها.
ولكن لـ »رندة » رأي آخر كونته من واقع تجربتها التي تقول عنها إنها جعلتها تفقد الثقة في الرجال المتعلمين، حيث تقدم لخطبتها شاب جامعي يشتغل في مجال التعليم، وشعرت نحوه بالارتياح كما أبدى هو رغبته في الارتباط بها، ولكن ما إن أخبرت عائلته بترشحها لشهادة البكالوريا ضمن شعبة الأحرار، حتى أبلغ والده أسرتها أنهم لا يرغبون في زواج ابنهم من جامعية مع أن معظم إخوته زاولوا دراستهم في الجامعة وحتى عماته، فشعرت » رندة » بخيبة أمل كبيرة لأنها كانت تعتقد أن هذا الشاب المثقف سيساعدها على تحقيق أحلامها الدراسية.
والظاهر أن بعض الجامعيات اللواتي نزعن ثوب الحياء والأخلاق استطعن أن يشوهن صورة الفتاة الجامعية بتصرفاتهن غير المسؤولة وكن السبب في عزوف الكثير من الشباب عن الارتباط بالجامعيات، بل هناك من لم يسمح لأخواته بمتابعة دراستهن في الجامعة، على غرار شاب تقدم إلى مديرية التربية بإحدى ولايات الشرق لاستخراج كشف النقاط الخاص بأخته التي نالت شهادة البكالوريا قبل سنوات، ولكنه قام على الفور بتمزيق الكشف حتى لا يتسنى لأخته مزاولة دراستها في الجامعة، لذلك تم تعميم تعليمة حينها تقضي بتسليم كشوفات النقاط للمعنيين فقط.
<
p style= »text-align: right; »> من الظلم أن تفقد الجامعية حظها في الزواج لأن زميلة لها شوهت سمعتها بالانحراف والانحلال، فكل طالبة مسؤولة عن نفسها وليس لديها ذنب أو دخل فيما ترتكبه الأخريات من حماقات وقلة أدب، ومن المهم جدا أن يعي هؤلاء الشاب الذين كونوا فكرة سيئة عن الجامعيات، أن هناك طالبات على قدر كبير من الأخلاق والتربية مثلما توجد فتيات خارج الحرم الجامعي يمارسن كل أشكال الانحراف.