شن وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب، حربا على المستوردين الذين لا تهمهم مصلحة الوطن، قائلا « إن زمن البترول قد ولى وإن الحكومة اليوم ستمد يدها لمن ينتج محليا ويصدر للخارج »، متوعدا وكلاء السيارات بتقليص كوطة المركبات التي ستدخل السوق سنة 2017، ووعد بتسهيلات للمصنعين، فيما أعلن عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادتي الإسمنت والفوسفات.
وأطلق وزير الصناعة، خلال أول زيارة عمل ميدانية في سنة 2017 قادته إلى ولاية سطيف، النار على شركات « استيراد ـ استيراد » السيارات وجماعة الحاويات، مخاطبا إياهم: « من اليوم لن أقف إلا إلى جانب رجال الأعمال الوطنيين الذين يفكرون في مصلحة بلدهم.. وليس أولئك الذين يشتغلون لتنتعش خزائن شعوب أخرى »، وأنذر – بوشوراب – وكلاء السيارات المعتمدين بتخفيض كوطة المركبات التي ستدخل السوق الجزائرية خلال سنة 2017 بشكل أكبر، وصرح: « مثلما خفضت حجم السيارات المستوردة بين 600 ألف مركبة إلى 90 ألف سيارة، سوف أقلص حجمها أكثر هذه السنة، فانتظروا رقما منخفضا وأبشركم بسيارة « كليو كات » مصنعة في الجزائر من طرف المتعامل رونو بولاية وهران »، فيما لم يكشف عن موعد توقيع اتفاقية بيجو بشكل رسمي، وقال إن المفاوضات مستمرة.
ورد الوزير على منتقدي سياسة تخفيف الواردات بعبارة « من لا تعجبه القرارات عليه أن يرحل من الجزائر، ولا يأكل هنا معانا ». فيما وعد المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين المثابرين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السوق المحلية، مهما كانت المواد التي ينتجونها بالوقوف إلى جانبهم، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترض طريقهم.
وخاطب بوشوراب في السياق مسؤولي مجمع « اريس » الذين دشنوا وحدة لإنتاج العجلات بطاقة مليوني عجلة سنويا قائلا: « إن واجهتكم عراقيل أنا هنا إلى جانبكم وإن استطعتم تحقيق الاكتفاء الذاتي سأجمد الاستيراد، ولكن كونوا جاهزين لتموين السوق شهر ديسمبر المقبل، وفكروا مستقبلا في التصدير ».
وقال الوزير، خلال زيارته لوحدة إنتاج العدادات بالشراكة مع متعامل أمريكي، إن سنة 2017 ستكون سنة مناولة وستفتح الدولة الأبواب بمصراعيها أمام كافة الشركات الراغبة في تطوير نفسها في هذا المجال، مشددا « هدف الحكومة رفع نسبة الإدماج لكافة النشاطات الصناعية التي تتراوح اليوم بين 10 و100 بالمائة ».
وكشف الوزير، عن لقاء مشترك عقد قبل خمسة أيام مع الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الطاقة نور الدين بوطرفة، لإنعاش قطاع الصناعة البتروكيماوية، حيث ستتكفل سوناطراك بتمويل المصانع بالمادة الأولية في ظرف سنتين.
إنتاج 5 ملايين إضافية من الإسمنت.. ووقف الاستيراد
وخلال زيارته لمصنع الإسمنت في عين الكبيرة، والذي أشرف على فتح خط إنتاجه الثاني بطاقة مليوني طن سنويا، كشف بوشوراب عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة وبلوغ إنتاج إضافي شهر أكتوبر المقبل، بدخول وحدة أدرار بطاقة 1.5 مليون طن والشلف بمليوني طن، مما سيضخ في السوق 5.5 ملايين طن إضافية، في حين ستصل الجزائر لمرحلة تصدير الإسمنت سنة 2018، كما ستحقق الاكتفاء الذاتي في مادة الفوسفات ليصدر مستقبلا لدول أخرى، وأعلن عن توسيع قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد إلا برخصة، على غرار مواد التجميل والبناء.