كشف رئيس جمعية وكلاء السيارات المعتمدين، سفيان حسناوي، في تصريح لـ »الشروق » عن إلغاء التخفيضات والعروض الترقوية الخاصة بنهاية السنة للمركبات السياحية شهر ديسمبر الجاري، بسبب نفاد المخزون، وذلك ـ استثناء ـ مقارنة مع السنوات الماضية، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تعصف بسوق السيارات. ويأتي ذلك في ظل توقيف عملية الاستيراد وربطها بسياسة « الكوطة »، مع استمرار الطلب المتزايد للمركبات، متسائلا: « كيف نقترح تخفيضات ونحن لا نمتلك مخزونا كافيا »؟
وقال حسناوي إن الوضع الذي تمر به سوق السيارات اليوم، يفرض الأسعار المعتمدة، رغم أن الكثير يصفونها بـ »الغالية » و »المبالغ فيها »، في حين طمأن الجزائريين بأنه وخلافا لما تم الترويج له من طرف بعض السماسرة، فإن الأسعار لن تشهد ارتفاعا أكبر من الأرقام السائدة اليوم، فأثمان المركبات، حسبه، بلغت منحنيات تصاعدية عليا خلال الأسابيع الماضية، وإذا استمرت نفس المعطيات خلال 2017، لن يتخذ الوكلاء أي خطوة لرفع السعر، وهو القرار الذي سينعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، إذا ما تمت مخالفته، وفقا لرئيس جمعية وكلاء السيارات.
وبشأن كوطة السيارات لسنة 2017، أكد حسناوي أنها ستتحدد بناء على خيار اللجنة الوزارية المشتركة المكونة من ممثلين عن وزارات التجارة والصناعة والمناجم والفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري والمالية والجمارك وبنك الجزائر، وهو ما ينص عليه المرسوم الصادر السنة الماضية، مشيرا إلى أن الإعلان عن كوطة 2017 سيكون بعد تمرير قانون المالية للسنة المقبلة بشكل رسمي، الموجود اليوم على طاولة مجلس الأمة.
وفي سياق ذي صلة، أكد « سليم. ب »، وهو سمسار بسوق السيارات، أن الأسعار شهدت ارتفاعا غير مسبوق خلال الأسبوعين الأخيرين، بالرغم من أن الجزائريين تعودوا على انهيارها مع نهاية كل سنة، تزامنا مع العروض المطروحة من طرف الوكلاء المعتمدين، وتوقع أن ترتفع بشكل أكبر عشية شهر جانفي المقبل، وذلك رغم ما تعد به الحكومة من إغراق للسوق الوطنية بسيارات « صنع في الجزائر »، خلال سنة 2017.
السماسرة : « لا سيارة أقل من 200 مليون.. إلا الصينية »
وذهب محدثنا أبعد من ذلك، مصرحا: « لا تتحدثوا عن سيارة فرنسية أو ألمانية أو تحمل أي جنسية أخرى ما عدا الصينية أقل من 200 مليون سنتيم بسوق السيارات، حتى وإن كانت هذه الأخيرة مستعملة، ولا تحمل ترقيم سنة 2016″، مضيفا: « إن سألتموني عن السيارات الصينية فهي الأخرى لا تقل عن 100 مليون سنتيم في أحسن حالاتها، وكل من يدخل السوق محملا بمبلغ 90 مليون سنتيم، على سبيل المثال، سيعود إلى بيته وهو يجر أذيال الخيبة، فلا أمل أمامه لشراء مركبة بهذا الثمن ». وضرب في هذا الإطار مثالا بسيارة « كيوكيو » التي قال إن سعرها بات اليوم يعادل 115 مليون سنتيم، وهي التي كانت إلى وقت قريب سيارة الفقراء و »الزوالية » بامتياز.
ارتفاع نسبة الطلب على المركبات في السوق الموازية في ظرف أسبوعين
وعاد ليتحدث عن السيارات الفرنسية والألمانية قائلا إن مركبات بيجو على غرار 208 الجديدة و207 و206 اللتين سبقتاها، تتصدر طلبات هذا الأسبوع رفقة « إيبيزا » و »بولو » لفولكسفاغن، وكليو 4 لرونو وهي جميعا مركبات لا يمكن اقتناؤها بأقل من 240 مليون بترقيم 2013، وهي الأكثر انتشارا، فيما شدد على أن السيارات رغم ذلك متوفرة بكثرة وعملية البيع والشراء تعرف انتعاشا، وهو ما يجعل الصفقات تعقد بمجرد دخول السيارات السوق صباحا، معتبرا أن هذه الفترة من السنة تعرف إقبالا كبيرا على هذا النوع من المتاجرة.
إلا أنه بالمقابل، أكد تراجع الإقبال على السيارات الفاخرة خلال شهر ديسمبر الجاري، على غرار المرسيدس والبورش والفيراري والإيفوك، وقال إن هذا النوع من المركبات يشهد عادة انتعاشا في المبيعات خلال فصل الصيف وتراجعا في فصل الشتاء
echrouk.