ليلة « جحيم » في عنابة

خلفت المواجهات أضرارا مادية كبيرة جراء أعمال النهب والحرق والتخريب التي طالت محلات تجارية، بالإضافة إلى إصابة عدد من المواطنين بإغماءات نتيجة استعمال القنابل المسيلة للدموع فيما تعرض 11 شرطيا لجروح متفاوتة الخطورة بينهم واحد في حالة حرجة، وأسفرت عن توقيف 17 تاجرا غير شرعي.

حملة ضد التجارة الفوضوية أشعلت فتيل الأحداث

 انطلقت شرارة أعمال الشغب التي عاشتها عديد أحياء وسط مدينة عنابة بعد حملة المداهمات التي شنتها مصالح الأمن ضد الباعة غير الشرعيين بوسط المدينة أين حجزت على إثرها كميات معتبرة من السلع والبضائع التي كانت معروضة للبيع من قبل التجار وهو ما أثار ثائرتهم وجعلهم يقومون بأعمال شغب سرعان ما تطورت بعد أقل من ساعة من اشتعالها إلى احتكاكات بين التجار المحتجين وعناصر الأمن الذين حاولوا فض هذا الاحتجاج.

 لكن هذه الملاسنات تحولت في رمش البصر إلى اشتباكات خطيرة، أين قام التجار برشق عناصر الأمن بالحجارة أصيب على إثرها بعض المواطنين الذين كانوا في موقع الحادثة بإصابات مختلفة، فيما استعملت الغازات المسيلة للدموع والرصاصات المطاطية التي أطلقها عناصر الأمن بعدما ضربوا طوقا أمنيا حول موقع الشغب أين وجد المشاغبون أنفسهم محاصرين بالسيارات التابعة لقوات الأمن الوطني وقوات مكافحة الشغب ما أفضى إلى اعتقال 17 مشتبها فيهم، فيما تعرض رجال أمن لجروح متفاوتة الخطورة نتيجة رشقهم بالحجارة التي تم اقتلاعها من الأرصفة.

تخريب كاميرات المراقبة ونهب أربعة ملايير من محل

ليلة رعب حقيقية وسوداء عاث فيه المنحرفون فسادا وتخريبا في شوارع وأزقة مدينة عنابة بعد مشادة عنيفة وقعت بينهم وبين رجال الأمن، حيث تعرض محل لبيع الألبسة الرياضية بساحة الثورة لعمليات النهب والسرقة، كان أبطالَها شباب من ذوي السوابق الإجرامية، قاموا بتخريب كاميرات المراقبة المنصوبة ببنك القرض الشعبي الجزائري، مقابل للمحل ثم استعملوا ساطورا لفتح باب المحل التجاري ثم تكسير الأبواب الزجاجية الداخلية ومن ثم سرقة سلع بقيمة 4 ملايير سنتيم، في الوقت الذي قامت فيه قوات الشغب التي تعاملت مع الأحداث بكل حزم باعتقال 17 شابا منحرفا متورطا كانوا يحوزون مختلف الأسلحة البيضاء المحظورة وتم تحويلهم نحو مقر الأمن الحضري التاسع للتحقيق معهم ومن ثم تحرير محاضر سماع ضدهم وتحوليهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة للنظر في قضيتهم عن تهمة الإخلال بالنظام العام التجمهر المسلح وحيازة أسلحة بيضاء محظورة.

واستنادا إلى معلومات تحصلت عليها الشروق اليومي من المكلفة بالإعلام والاتصال على مستوى مقر أمن ولاية عنابة، فإن المصالح الأمنية أطلقت مذكرة بحث في حق بعض الأشخاص المتورطين في عمليات الفوضى وأعمال الشغب والتخريب الذين التقطت صورهم كاميرات المراقبة المنصوبة بقلب مدينة عنابة في انتظار توقيهم وتحويلهم على العدالة.

محلات مغلقة ومواطنون فروا في كل الاتجاهات

 وحاصرت ليلة السبت إلى الأحد قوات مكافحة الشغب التابعة لأمن ولاية عنابة أعداد التجار الفوضويين الرافضين قرار السلطات، وسط المدينة، حيث شوهدت العديد من الوحدات الأمنية متمركزة في أماكن مختلفة من الشوارع انطلاقا من شارع ابن خلدون وزنين العربي وصولا إلى ساحة الثورة، وحاول المحتجون فك الطوق المضروب من خلال رشقهم بالحجارة، إلا أن الأعوان، أثبتوا جدارتهم في التحكم في الوضع وفرقوهم باستعمال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في وقت أغلقت جل المحلات التجارية وفر جموع المواطنين الذين كانوا بصدد شراء كسوة العيد.