وقع المدرب الجديد للمنتخب الوطني، النجم الدولي السابق رابح ماجر في العديد من التناقضات والمغالطات خلال أول ظهور إعلامي له منذ تنصيبه الخميس الماضي، مدربا للخضر خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز، ما يضرب مصداقيته منذ البداية في مهمته الجديدة، خاصة أن صاحب « الكعب الذهبي » بدا لا يملك مشروعا حقيقيا للنهوض بالمنتخب من كبوته، بعد أن قضى وقته خلال الندوة الصحفية في توظيف عبارات « التمني » و »التفاؤل » وطلب المساعدة.
تحدث ماجر عن الشهادات التي يمتلكها وقال إن شهاداته الحقيقية هي « رصيده وتاريخه » وضرب أمثلة وعقد « مقارنة ظالمة » وغير منطقية تماما بمدربين أجانب على غرار التونسي نبيل معلول والألماني يوب هاينكس، اللذين عادا ـ حسب ماجر- للتدريب بعد ابتعادهما عنه لسنوات.
وقال ماجر إنه يملك شهادات تدريب « شهادة من الوزارة، شهادة فدرالية وشهادة من الاتحاد الأوروبي »، مغالطا الرأي العام حيث إن كل الشهادات التي تحدث عنها لا تصلح للتدريب في المستوى العالي، فهو أصلا لا يملك الشهادات التي تسمح له بممارسة المهنة، بخلاف مساعديه مزيان ايغيل وجمال مناد اللذين شاركا في دورات ليتحصلا على « إجازة مدرب » فضلا عن عدم انقطاعهما عن العمل في الميدان، وزعم ماجر أنه لو لم يكن حاصلا على الشهادات لما درب الفريق الرديف لبورتو ولما درب في قطر، رغم أن الحقيقة غير ذلك تماما لأن تدريب الفريق الرديف لا يخضع لقوانين الاحتراف التي تفرضها الفيفا والكاف وتلزم مدربيها بنيل شهادات، أما تدريب الفرق القطرية فلم يكن يخضع في ذلك الوقت لشرط الحصول على إجازة مدرب التي صارت تشترطها الفيفا منذ 2011. فضلا عن أن أكبر المدربين العالميين الشبان على غرار زين الدين زيدان وبيب غوارديولا لم يسبق لهما أن تحدثا أبدا عن ماضيهما وتاريخهما الكروي الحافل الذي لا يقارن أبدا بتاريخ ماجر، بل انطلقا في خوض التربصات والدورات التكوينية وحصلا على الشهادات اللازمة وهما يشقان طريقهما بنجاح نحو القمة.
مقارنة غير منطقية تماما
وأما حديث ماجر عن الألماني يوب هاينكس والتونسي نبيل معلول، فإن الأول الذي عاد لتدريب بايرن ميونيخ مؤخرا لكنه لم يغب عن التدريب سوى 3 سنوات منذ أن تحصل على الثلاثية سنة 2013 مع البايرن، وأما الثاني الذي احترف التحليل في قطر رفقة ماجر، تناسى هذا الأخير بأنه (معلول) لم ينقطع عن مزاولة نشاطه كمدرب في الميدان وأن مدرب تونس الحالي توج بدوري أبطال إفريقيا 2011 وخسر نهائيا آخر وشارك في تتويج تونس بكأس الأمم الإفريقية ودرب نوادي في قطر ومنتخب الكويت ولم يتوقف عن التدريب وتحصل على بطولة وكأس تونس وهو يتجه بثبات نحو قيادة نسور قرطاج لمونديال روسيا 2018.
تحوّل في المواقف
وأصر ماجر خلال الندوة الصحفية على طلب المساعدة من رجال الإعلام والمحيطين بالكرة الجزائرية، رغم أنه لم يساعد المدربين السابقين للخضر، بل ووجه لهم الكثير من الانتقادات عبر الاستوديوهات التحليلية، وراح ماجر أيضا يدعو إلى مساعدة اللاعبين على تجاوز المشاكل النفسية والذهنية، ونسي أنه ساهم في تحطيم معنوياتهم في بلاتوهات التحليل، قبل أن ينقلب ويصفهم بـ »اللاعبين الكبار الذين يجب احترامهم » بعدما كان من دعاة الاعتماد على اللاعب المحلي ومنتقدي المنتوج المستورد من وراء البحار. وتنطبق مقولة « الحصول على المنصب يغير الرأي » على ماجر بعدما تحول موقفه تجاه تركيبة المنتخب الوطني، حيث أكد أنه لن يغير شيئا في التعداد الذي سيخوض مباراة نيجيريا يوم 10 نوفمبر المقبل، ما يعني أنه موافق على الخيارات السابقة التي كان لا يتورع عن انتقادها.
الاكتشاف الجديد لماجر
ولعل أعظم مغالطة أو تناقض وقع فيها ماجر هي تأكيده أن هناك مهنة « مدرب أستوديوهات » وأنه لم يغب عن مهنة التدريب لأنه كان حاضرا بتحاليله للعديد من الدوريات الأوروبية عبر قنوات عربية وعالمية، رغم أن الواقع والمنطق عكس ذلك تماما لأن « الكلام الكثير شيء والميدان شيء آخر تماما ».
ووقع ماجر في تناقض آخر وهو قوله إنه « شرف كبير أن يتم تعيينه من طرف الحكومة التي يتشرف بل يفخر بثقتها في شخصه »، رغم أنه قبل أن « تداس » قوانين الجمهورية كي ينال منصب مدرب للمنتخب الوطني، كون المرسوم التنفيذي رقم 06-297 المؤرخ في 2 سبتمبر 2006 يؤكد أن ماجر فقد صفة مدرب المستوى العالي لأنه لم يشتغل أو لم يودع عقدا للتدريب لمدة 3 سنوات لدى فريق جزائري أو أجنبي، وهو انقطع عن المهنة لأكثر من عشرية، فضلا عن أن ذات المرسوم يلزم كل من يدرب المنتخب الأول أن يمتلك: شهادة الدراسات العليا في علوم وتكنولوجيات الرياضة، وشهادة تقني سام متخصص في تكنولوجيات الرياضة وشهادة دراسات عليا يشتغل فيها بشكل جزئي، إضافة إلى خبرة عامين كمدرب وطني من الفئة الثانية إضافة إلى لقب وطني. وهذه الشهادات أو الشروط لا تتوفر في ماجر.
« نكتة » الطاقم الفني المحلي واللاعبين المحترفين و »المحاباة »
وحاول ماجر أيضا تغليط الرأي العام من خلال قوله إنه أول من استعان باللاعبين المحترفين في أوروبا وبأنه لأول مرة يتم الاستعانة بطاقم محلي خالص لتدريب المنتخب، رغم أن الحقيقة عكس ذلك تماما لأن المنتخب شهد حضور العديد من اللاعبين « المغتربين » سنوات الستينيات والثمانينات، فضلا عن أن التتويج الوحيد في كأس إفريقيا للأمم 1990 جاء بفضل طاقم فني محلي مكون من الراحلين عبد الحميد كرمالي ومراد عبد الوهاب، نور الدين سعدي وعلي فرقاني. وختاما، فقد أكد ماجر أنه لن يقبل بأي تدخل في عمله أو فرض أي لاعب عليه مشددا على أنه مستعد للتضحية بمنصبه في حالة حدوث ذلك، رغم أن ماجر نفسه قام بفرض ابنه على فريق نصر حسين داي خلال « الميركاتو » الصيفي الماضي، رغم رفض مسؤولي هذا الفريق ضمه.