ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الألبسة الخاصة بالجنس اللطيف تشدّ النظر والانتباه، فيها الممزقة والضيّقة وهي آخر صيحات الموضة عندهن، وفيها من تحمل عبارات خادشة للحياء والأخلاق تحمل صورا إباحية لفنانات وراقصات ملاهي، ألبسة موجهة لجنس البنات، يحمّلن على قمصانهن صورا للممثلات الإباحية أو عبارات تدعو إلى الشذوذ والجنس صراحة، وهن متمايلات بها من غير علم أو لعلم، غير أنهن شاردات وراء تبعية التقليد حتى ولو على حساب الأخلاق والعرف.
انتقلت هذه العدوى من لباس الشباب إلى ثياب الفتيات، وما أكثرها اليوم في شوارعنا، توارثتها المراهقات وحتى النساء من دون استثناء واحدة تلو الأخرى، قمصان لم يكفيها أنها قصيرة وضيّقة، ترسم خريطة جسد المرأة بكل دقة، حتى أضافوا لها صورا وعبارات خادشة للحياء والدين والأخلاق للزينة والتباهي، يتجولن بها اليوم في الطرقات من غير حشمة ولا حياء، يستنشقن التبعية والموضة بعمق حتى لو كانت نتنة الذوق والريح، وتعارض الأخلاق والدين والعرف وكل خصوصيات مجتمعنا، لكن للأسف أصبحت الأكثر طلبا وتسويقا عندنا بين الفتيات من كل الأعمار.
متعلمات ومثقفات عندنا يحمّلن صور ممثلات إباحية على قمصانهن…
إذا كان الجاهل لا يعذر بجهله فكيف يعذر العالم والمتعلم بعلمه؟، وهو ما نراها اليوم في هذه الظاهرة، فتيات بمستويات ثقافية وتعليمية كبيرة تصل حتى الجامعية منها، يحملن على لباسهن صور لفنانات الإغواء والفسوق في بلدانهن وهن متباهيات بهن، تشهير للفسوق والمجون والراعي الرسمي له وللأسف فتياتنا المثقفات والمتعلمات، سواء عن علم أو من دون علم، فلا عذر لمن تحمل حثالة على صدرها، في ثوب مطرز بأيد خبيثة همّها نشر الرذيلة في المجتمعات جمعاء من دون استثناء، وصارت هذه الألبسة الاختيار الأفضل لبناتنا من كل الأعمار حتى المسنات منهن.
عبارات صريحة تدعو لتبادل القبل والعبث وإقامة العلاقات الجنسية
ومن هذه الألبسة كذلك تجد الكثير من الأقمصة التي تلبسها العديد من الفتيات، تدعو في مجملها إلى الرذيلة والجنس علنا، شعارات صريحة بكل اللغات تحث على الحرية الشخصية للفتاة والسعي إلى كل ما تحبه حتى ولو كان مناقضا للأعراف والتقاليد، وأخرى تمجد الخمر والحب على طريقتهم الذي لا ينتهي إلا علاقة محرمة حتى مع غريب، شعارات أخرى تنمي الشهوة في النفوس وتدعو إلى التعبير عنها لأنها حرية شخصية ولا يقيّدها أي شخص كان، أجساد عارية مرسومة على أجساد بناتنا وهن يتجولن بها في كل الأماكن وحتى في البيوت وبين أفراد العائلة بدعوى الموضة، فقد أصبحت مثلا المغنية « شاكيرا » بجسد عار تزيّن لباس فتياتنا، وما هي في الحقيقة إلى ترويج للرذيلة وتشهير للبغاء والفسوق عن طريق فتيات الملاهي والمجون اللواتي يصنّفن ضمن المشهورات في العالم، وللأسف المروّج لهذه السلع هن بناتنا اليوم.
ربما يقول قائل هي مجرد ألبسة فقط كما يتحجج البعض منا، لكن لا يدرك الكثير منا أنها وسائل اتصال لتوصيل رسائل مشفرة إلى جميع المجتمعات، وهي في الأصل تشجيع لكل ما هو منافٍ للأخلاق وحتى للطبيعة البشرية، تشجع على الخمر والفسوق وكذا المجون، الحرية الشخصية حتى ولو كانت على حساب حدود الشرع والقانون، لو تركت في بلدانها فهي لا تناف معتقداتهم ولا حدود أخلاقهم فهي بالعكس تنمي تفكير وتقاليد تلك المجتمعات، لكن حين ترى اليوم فتياتنا يتسابقن لحملها والتزين بها فهذا أمر آخر، فلا يمكن بكل حال من الأحوال أن ننكر الأخلاق السيئة ونحن نروج لها في الوقت نفسه، بل نحملها شعارات مكتوبة على ظهورنا وصدورنا.