خطفت الرئاسيات الفرنسية الأضواء من الانتخابات التشريعية الجزائرية، حيث يتابع الجزائريون هذه الأيام باهتمام بالغ كل صغيرة وكبيرة لمجريات الحملة الانتخابية في العاصمة باريس وضواحيها، وكذا تصريحات المرشحين خاصة ما تعلق بالجالية الجزائرية المقيمة في هذا البلد، وبرامجهم بخصوص إجراءات الإقامة والتأشيرة، وحظوظ الجزائريين في هذا البلد الذي يقيم على أراضيه ما يزيد عن 5 ملايين مواطن جزائري، وحتى نظرتهم تجاه الدين الإسلامي والمسلمين.
شدت البرامج السياسية والاقتصادية وحتى المناظرات بين المرشحين الفرنسيين أنظار الجزائريين إليها، لما تحمله من رؤية استراتيجية وحلول لمشاكل اجتماعية على غرار الصحة، والتعليم، والتقاعد.. وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعلات والتعليقات حول المرشح الأكثر إقناعا. بالمقابل، لا تزال الانتخابات التشريعية في الجزائر لا حدث، على الأقل إلى حد الساعة، حيث يجهل معظم الجزائريين أغلب مرشحيهم، ويبدون غير مكترثين تماما لمن سيمثلهم في الانتخابات القادمة رغم الحملات الدعائية والتسويقية لهذا الاستحقاق الانتخابي، في ظل غياب نموذج الشخصية السياسية التي لها القدرة على جلب اهتمام جمهور الناخبين إليها، سواء بقوة خطابها السياسي المقنع أم التسويق لبرنامجها بكل واقعية وبعيدا عن الشعبوية.
ويرى الدكتور في علم الاجتماع السياسي، شريفي يحيى، في تصريح لـ »الشروق » أنه في غياب استطلاعات حقيقية للرأي العام في هذا الموضوع يمكن الاستناد إلى المعطيات التاريخية والاجتماعية المتعلقة بالجزائريين المهاجرين في فرنسا، حيث يرجع الدكتور الاهتمام البالغ للرأي العام الجزائري بالانتخابات الرئاسية الفرنسية على حساب التشريعيات الجزائرية المقرر إجراؤها يوم 4 ماي المقبل، إلى العدد الكبير للجالية الجزائرية المقيمة في المهجر حيث تحرص الأسر الجزائرية على متابعة توجهات من سيحكم هذا البلد لما له من تأثير على الشعب الفرنسي عامة والجالية الجزائرية بشكل أخص.
وقال شريفي يحيى إن الجزائريين يعتقدون أن الانتخابات في بلادنا لن تغير وضعيتهم بالنظر إلى أنهم فقدوا الثقة في الأحزاب السياسية التي أصيبت بالرداءة إضافة إلى افتقادها وسائل الإقناع.
وإذا ما كان غياب البرامج السياسية سببا كافيا لعدم اهتمام الشارع الجزائري وعزوفه عن المواعيد الانتخابية، تساءل الدكتور المختص في علم الاجتماع السياسي: « هل فعلا الشاب الجزائري يطلع على البرامج الحزبية؟ » ليجيب: « لا أعتقد ذلك، لأن شريحة كبيرة من المجتمع لا تزال غارقة في همومها اليوميه ».