أكدت قضية مغادرة اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز لتربص المنتخب الوطني سهرة الأربعاء الماضي، نحو أوروبا لافتكاك عقد احترافي مع أحد الأندية بالقارة العجوز في آخر أيام « الميركاتو » الصيفي، التسيير العشوائي و »الهاوي » للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) بقيادة رئيسه « الجديد » خير الدين زطشي، الذي « رخّص » للاعب بالرحيل من دون إذن من ناديه ليستر سيتي الإنجليزي، ما تسبب في أزمة بين الأخير والفاف، و »زوبعة » في وقت حساس جدا قبل ساعات من لقاء زامبيا السبت والذي شهد سقوطا ذريعا للخضر وتضييعهم رسميا التأهل إلى مونديال روسيا.
دأب زطشي منذ توليه رئاسة الاتحادية على ارتكاب الكثير من الأخطاء، خاصة فيما يتعلق بـ »دوسه » على القوانين، قبل أن يتجاوز « الخطوط الحمراء » هذه المرة أيضا، حيث تسبب قرار الفاف بالسماح لمحرز بمغادرة التربص إلى أوروبا في أزمة كبيرة بينها وبين النادي الإنجليزي الذي فوجئ ببيان صادر عن الفاف بموقعها الإلكتروني وبمختلف حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد فيه ترخيصها للاعب بالسفر إلى أوروبا قصد « التعاقد مع فريق جديد » من دون أن تحدد هويته، قبل أن تقوم ساعات بعدها بسحب البيان، ولكن في وقت متأخر جدا بعد أن وقعت الفضيحة.
وتبدو قوانين الفيفا واضحة في هذا الشأن، خاصة من ناحية « تأمين » اللاعبين الدوليين الملتزمين بمباريات دولية مع منتخبات بلادهم، ويشمل التأمين اللاعبين منذ مغادرة نواديهم للالتحاق بمنتخباتهم وحتى العودة مجددا لفرقهم، بعد نهاية التزاماتهم، لكن الفاف تعاملت بسذاجة مع هذا الأمر ورضخت لضغط أفضل لاعب إفريقي في العام الماضي، وسمحت له بالرحيل من دون أن تقدّر أخطار وعواقب هذا القرار، خاصة أن اللاعب كان خارج نطاق « التأمين ».
وتم تسيير ملف محرز من طرف الفاف على طريقة « الهواة »، في وقت فقد الجميع الاتصال باللاعب الذي تحول إلى « المطلوب » رقم واحد، وشكلت هذه القضية إهانة لمسوؤلي الفاف كمسيرين في أكبر هيئة كروية في الجزائر عندما ردوا على وسائل الإعلام العالمية بأنهم لا يملكون أي معلومات عن محرز أو مكان تواجده، في وقت كان من المفروض أن يبقى اللاعب في اتصال مع رئيس « الفاف » على الأقل لأنه من حقه أن يعلم مكان تواجد اللاعب في وقت أن محرز ضرب كل ذلك عرض الحائط وكأن مكانته تفوق مكانة رئيس « الفاف » الذي تسبب في فضيحة أخرى لأنه لم يسبق لأي لاعب في منتخب وطني أن غادر تربص منتخب بلاده من دون علم اتحاد بلاده أو ناديه بمكان تواجده.
هذا وفجر نادي ليستر سيتي مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد أنه لم يتلق أي عرض من أي ناد في آخر أيام « المركاتو » بخصوص محرز، متسائلا عن الدوافع التي جعلت لاعبه يغادر معسكر المنتخب الجزائري من دون ترخيص من ناديه، الأمر الذي يؤكد أن العلاقة ستتوتر كثيرا بين محرز وإدارة ليستر سيتي هذا الموسم ومع الفاف وسيؤثر ذلك كثيرا على مشواره الكروي بما أن إدارة النادي ترى أن اللاعب تحداها في وقت أن اللاعب يرى أن إدارة فريقه بالغت كثيرا في مطالبها المالية الأمر الذي جعله لا ينضم إلى ناد جديد، كما أن محرز سيفقد تركيزه تماما مع ناديه هذا الموسم الأمر الذي يجعله يفقد الكثير من إمكاناته ويؤثر ذلك على مستقبله الكروي.
محرز من دون تأمين والفاف في ورطة
وارتكب مسؤولو « الفاف » خطأ كبيرا عندما تركوا اللاعب يغادر معسكر المنتخب الوطني من دون أن يعلموا أن محرز يتواجد من دون تأمين حاليا وستجد « الفاف » نفسها في ورطة حقيقية لو حدث أي مكروه للاعب لأن تأمين الفيفا للاعبين يشمل تنقلاتهم بين نواديهم ومنتخباتهم ومكان إجراء مباريات منتخباتهم، في وقت أن نادي ليستر لم يمنح ترخيصا للاعب بمغادرة تربص المنتخب الجزائري، والأخطر من ذلك أن اللاعب لم يخبر أحدا بمكان تواجده، في وقت كشفت مصادر عليمة أن اللاعب سافر إلى فرنسا لقضاء العيد رفقة عائلته.
هذا، وقررت إدارة نادي ليستر سيتي رفع شكوى ضد « الفاف » إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بما أنها رخّصت للاعب بمغادرة معسكر المنتخب ضد رغبة ناديه الأصلي.
ألكاراز « أطرش في الزفة » وزطشي خارج مجال التغطية
<
p style= »text-align: right; »>وفي ذات السياق كشف الإسباني لوكاس ألكاراز مدرب الخضر، أنه قرر مسبقا عدم الاعتماد على محرز في مباراة السبت أمام زامبيا، حيث كشف في تصريح نقلته قناة « فوت بلوس » الفرنسية، عدم علمه بتفاصيل قضية لاعبه، والخوض في تفاصيل عدم تنقل محرز مع بعثة الخضر إلى زامبيا، بإذن من مسؤولي « الفاف » من أجل التوقيع لفريق جديد، وبالمقابل نفى رئيس الفاف خير الدين زطشي في تصريحات « غريبة » قبل لقاء زامبيا استبعاد محرز من مباراة الأمس، قبل أن تنجلي الحقيقة بغياب اللاعب عن موقعة لوزاكا.