يستغل عدد من المسؤولين والمحللين السياسيين في المغرب القرارات التي خرجت بها القمة الخليجية المغربية الأولى التي انعقدت نهاية الأسبوع الفارط بحضور العاهلين السعودي والمغربي ليقرعوا طبول الحرب ويشهروا من جديد سياسة العداء تجاه الجزائر.
ويعود ذلك إلى ما يعتبرونه فشل دبلوماسيتها وانتصار المخزن في إقناع قادة دول الخليج بأحقيتهم في الصحراء ودعم ما يعتبرونه الحكم الذاتي، وتجسيد مفهوم الدبلوماسية الهجومية للرباط، مستغلين رفض الجزائر المشاركة في « عاصفة الحزم » باليمن والتي تقودها السعودية التي حاولت الانتقادم من الجزائر بالتجاوب مع أطروحات الرباط في ملف الصحراء والخارجة عن الشرعية الدولية. فالمواقف الأخيرة التي صرح بها الأمين العام للأمم المتحدة « بان كي مون » مباشرة بعد زيارته لمخيمات اللاجئين في تندوف وإطلاعه على الظروف المأسوية لهؤلاء ودعمه لإجراء استفتاء في الصحراء الغربية، كانت بمثابة الصفعة القوية التي تلقاها المخزن الذي دخل مباشرة في حالة تخبط واستنفار في محاولة منه للرد على زيارة « بان كي مون » من خلال توجيه أصابع الاتهام دائما صوب الجزائر في محاولة للتأثير على دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وجلب التأييد لأطروحاته من خلال الارتماء في أحضان دول الخليج لتأييد أطروحة الحكم الذاتي في الصحراء عن طريق المشاركة في العمليات العسكرية لـ « عاصفة الحزم »، ضد الحوثيين في اليمن، بالتزامن مع شروع الرباط خلال الآونة الأخيرة في تنفيذ اتفاقية التعاون العسكري » مع الإمارات العربية المتحدة، وهو ما وصفه عدد من المحللين السياسيين في المغرب بالنجاحات التي بات يحققها العاهل محمد السادس في سبيل إنجاح مشروع الحكم الذاتي من خلال كسبه لتأييد دول الخليج، مثلما اعتبره مدير مركز الأبحاث والدراسات في حديثه لقناة « ميديا 1 » والذي أكد أن تأييد قادة الخليج للحكم الذاتي هو نجاح كبير يتطلب الاستثمار فيه من أجل تقليص الدور الجزائري وعدم إجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية، مشيرا إلى أن المسؤولين الجزائريين لم يتوقعوا التأييد الأخير للخليج لمواقف بلاده، ورفضهم حسبه، المساس بالمصالح العليا للمغرب بعد المؤشرات التي شهدها ملف الصحراء عقب زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة.
وذهب محلل سياسي آخر إلى أبعد من ذلك من خلال تقديم قراءات وتوقعات خاطئة عندما أكد أن الجزائر ستدخل في عزلة تامة وسترد على مواقف الخليج بحدوث تقارب بينها وبين إيران بهدف ضرب مصالح الرباط وإعطاء الضوء الأخير لانتشار التشيع في المنطقة المغاربية ككل، ليجمع المتدخلون على أن المغرب من خلال مواقفه الأخيرة وصفقات التسلح التي يقوم بها تهدف بالأساس إلى وضع احتياطه للدخول في ما سموه « حرب » ضد الجزائر.
تصريحات المسؤولين والمحللين في الرباط وقرعهم لطبول « الحرب » من خلال محاولة استعداء الجزائر إنما هو ناتج عن الصفعة القوية لزيارة وقرارات « بان كي مون » لمخيمات اللاجئين، صفعة أدت بالمخزن إلى المشاركة في العلميات العسكرية لعاصفة الحزم ليس لمحاربة الحوثيين بقدر ما هو كسب لود قادة الخليج لتأييد الخروج عن قرارات الشرعية الدولية في ملف الصحراء الغربية، مستغلين رفض الجزائر المشاركة في أيّ « حرب » خارج الحدود، رفض لم يعجب دول الخليج وعلى رأسهم السعودية فحاولوا الانتقام من الجزائر عبر تأييد أطروحات المخزن.