اشتكت مجموعة من المعلّمات قيد التكوين بالعاصمة، مدير تربية « الجزائر وسط » إلى وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، وقد اعتبرت « الضحايا » تصرّفه معهنّ تهديدا مبطّنا، بعد أن طالبهنّ بنزع النقاب خلال زيارة تفقدية قادته إلى أحد مراكز التكوين الموجهة لفائدة المدرّسين الجدد.
تفاجأت مجموعة من الناجحات في المسابقة الأخيرة لتوظيف الأساتذة ،الأحد، بتعامل مدير تربية « الجزائر وسط » معهنّ، وفي تصريح لـ »الشروق »، ذكرت تلك المعلّمات اللاتي يقضين فترة تكوين بثانوية ابن الهيثم الواقعة برويسو (محمد بلوزداد)، أن المدير الذي دخل عليهنّ القسم في إطار زيارة تفقدية، قد أبدى استغرابه بطريقة استفزازية من كون كلّ الفائزات من المحجّبات، وكثير ممن صادفهن بتلك الحجرة منقبات، إلى درجة أنّ الأخير لم يتمالك نفسه، حيث خاطبهن بعنجهية قائلاً: « نحن هنا في الجزائر ولسنا في مملكة آل سعود »، أكثر من ذلك، تضيف إحداهن، فقد اقترب منها وطالبها بنزع النقاب، بل توعّدها – بصفة ضمنيّة – إذا قابلها في زيارته القادمة وهي بذات النقاب.
المعلّمات استنكرن تصرفات المدير، مُبديات الاستغراب من سلوكه المنافي تمامًا للحريات الشخصية التي يكفلها الدستور وكافة القوانين، وقد اعتبرت المتحدّثات لـ »الشروق »، تعامله معهنّ يُنمي عن موقف أيديولوجي شخصي من الالتزام الديني، ما كان ينبغي للمعني أن يقحمه في ممارسة المسؤولية الإدارية، على حدّ قولهنّ.
وفي ذات السياق، كشفت « الضحايا » أنهنّ سيرفعن شكوى مكتوبة لوزيرة القطاع نورية بن غبريط، لوضع حدّ لتصرفات مثل هؤلاء المسؤولين الذين يضعون أنفسهم فوق القانون، حماية لهنّ ولأخريات قد يلقين نفس المصير، هذا ولم تخف المعلّمات خوفهّن من تصرفات انتقامية قد يقدم عليها المدير المذكور بعد أن لجأن للصحافة لإبلاغ الرأي العام بما جرى، وعليه فهنّ يطالبن الوصاية بالتدخل العاجل لتأمين فترة التكوين، قبل التوجه لمزاولة التعليم مع بداية الموسم الدراسي.