كثيرا ما نسمع عن النقائص التي تميَز شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وسلبياتها وعيوبها التي لا تنتهي، سواء تعلق الأمر بتأخر الرحلات أو حتى الخدمات المقدمة، لكن في المقابل هناك فئة مهمّشة تدفع الثمن كل مرّة اسمها « المضيفون »، الذين يعانون الأمرين يوميا وتتحول مهنتهم النبيلة إلى جحيم.
عدد من المضيفين فتحوا قلوبهم لـ »الشروق »، ليسردوا ما يعانونه طيلة ساعات العمل، مناشدين الجهات العليا في البلاد حمايتهم وصون كرامتهم.
حفاظات الأطفال وكريات « الشمّة » تحت الكراسي
روى لنا أحد المضيفين المعاناة الكبيرة التي يتجرَعونها بشكل يومي، لاسيما ما تعلَق بتصرَفات بعض المسافرين، الذين يساهمون في اتَساخ الطائرة، حيث لا يجد البعض منهم أي حرج للإبقاء على نفاياتهم أسفل الكراسي، وتحوز الشروق على مجموعة من الصور لمشاهد مشينة، هي مخلَفات المسافرين، فمنهم من يرمي أكياس الشيبس، والحلويات وقارورات المياه، وحتى « الزريعة » أرضا، ما يحوَل المكان إلى مرتع للأوساخ، في حين تعدى الأمر لحد ترك حفاظات الأطفال، أسفل الكراسي، والأغرب من كل ذلك، هناك من يلصق اللبان والشمة بمؤخرة الكراسي، في مشهد مقزز، وهو ما يزيد من متاعب عمال التنظيف الذين ينطلقون في عملية التطهير بمجرد نزول الركاب.
…وللمضيفات نصيب من الشتم؟
ويذكر المتحدث عن المضيفين ما وقع لإحدى زميلاته التي أرادت فك شجار نشب بين مسافرين حوَل المكان، حيث أصرَ أحدهما أن يجلس بذلك المقعد في حين رفض المسافر الثاني فكرة تغيير المكان، ولما طلبت المضيفة من المتشدد تغيير الركن، بحكم الرقم الذي كان مسجَلا على تذكرة الطائرة، ثار في وجهها ونعتها بالفاسقة وعديمة الأخلاق، وهو ما خلق بلبلة وجلبة استدعت تدخَل قائد الرحلة، الذي أجبر المسافر على مغادرة الطائرة، بحضور مصالح الأمن، كونه خلَف آثارا قوية على نفسية المضيفة، التي دخلت في حالة هيستيرية من البكاء، بعد ما قلّل من احترامه معها أمام مرآى ومسمع الجميع، في حين هناك حالات أخرى لمسافرين مخمورين يفتعلون المشاكل داخل الطائرة، حيث حاول أحد الركاب إشعال سيجارة داخل الطائرة، ولما تم منعه من طرف المضيفين، ثار في وجههم وأطلق العنان للسانه لشتمهم ومحاولة الاعتداء عليهم، والتهديد بتفجير الطائرة ولولا تدخَل مصالح الأمن التي أخرجته من الحجرة، لآلت الأمور إلى ما لا يحمد عقباها.
« حاج » يهشَم رأس آخر في جدة بسبب مقعد؟؟
ومن بين أصعب اللحظات التي عاشها طاقم الطائرة، وأغربها في نفس الوقت، ما حدث موسم الحج الماضي، حين تجرَأ أحد حجاج بيت الله على تهشيم رأس آخر، بواسطة زجاجة لماء زمزم، بمجرَد ركوبهم الطائرة المنطلقة من جدة إلى وهران، والسبب هو مقعد، حيث أدى الحادث إلى تدخل قوات الامن السعودي التي اقتادت الشيخ المعتدي، للاستجواب في حين تم إسعاف المصاب وخياطة إصابته بغرز عل مستوى الجبهة، وهي حوادث كثيرا ما تكثر في موسم الصيف والحج بصفة خاصة بالنظر للضغط الكبير والتوافد المعتبر للمسافرين.
حلزون في قدر.. سلحفاة في حذاء.. و »حروز » في الأمتعة
ومن بين أطرف التصرَفات الصادرة عن الركاب تعمَدهم نقل أغراض غريبة، إلى دول أوروبا في صورة الحلزون أو ما يعرف لدى الشارع المحلي بـ »الببوش » الذي وضعه أحد المسافرين داخل قدر موصد، في حين لجا آخر إلى نقل سلحفاة داخل علبة حذاء، بينما هناك من أراد تحويل الحناء معه والمقروط والتين الشوكي، وحجتهم في ذلك أن « بنة البلاد لا تضاهى في كل شيء ».
وما أثار استغرابنا أكثر هو أن هناك الكثير من المغتربين من كلا الجنسين، من صار يغتنم الفرصة لنقل الحروز معه والسوائل والأغراض التي تستعمل في السحر والشعوذة، حيث كثيرا ما يكشف المضيفون ألاعيبهم، فيكون رد المتورَطين دوما التقليل من حجم الكارثة، والتحجَج بأنها أغراض للرقية وإبعاد للعين، لكنها في الواقع أمور للدجل والشعوذة.