ارتفع سعر صرف الأورو والدولار بالسوق الموازية والنقاط السوداء لبيع العملة الصعبة، يتقدمها سوق « السكوار » بساحة بور سعيد بالعاصمة،الأربعاء، بشكل رهيب، لتبلغ قيمة العملة الأمريكية الدولار 16 ألفا و500 دينار لكل 100 وحدة، ويقارب الأورو 18 ألفا و500 دينار، في وقت يرجع خبراء وأخصائيو الاقتصاد هذا الارتفاع إلى اقتراب موعد أول رحلة للحج والمزمع انطلاقها في غضون أسبوع، حيث يتوافد الحجاج والمقدر عددهم هذه السنة بـ30 ألف مسجل، منذ ساعات باكرة ويطلبون ما متوسطه 1000 أورو للحاج.
وأكد أحد متعاملي سوق « السكوار » في تصريح لـ »الشروق » أن نسبة الطلب على العملة الصعبة ـ الأورو والدولار ـ ارتفعت بشكل قياسي خلال الساعات الماضية، وازداد الإقبال من طرف الحجاج وكذا الجزائريين المتجهين لقضاء العطلة خارج الوطن، وهو ما تسبب في إلهاب سعرها بشكل قياسي، متوقعا عودة استقرارها جزئيا خلال الأشهر المقبلة، في حين قال إن سعر الأورو ارتفع في ظرف قياسي من 17 ألفا و900 إلى 18 ألفا و500 دج، والدولار من 16 ألفا إلى 16 ألفا و500 دج.
ويرجع الخبير الاقتصادي كمال رزيق، سبب ارتفاع سعر صرف العملتين الدولار والأورو بالسوق الموازية، إلى اقتراب موسم الحج وتزامنه مع العطلة الصيفية، وكثرة توجه الجزائريين للخارج، محصيا في هذا الإطار 30 ألف حاج ومليوني مصطاف، ويطلب كل واحد منهم حسبه، ما لا يقل عن 1000 دولار أو أورو، في حين أن البنك، وعبر ما يصطلح على تسميته بالمنحة السياحية، لا يمنحه أزيد من 120 أورو وهو ما يوازي بالدينار الجزائري 15 ألف دينار، وهو السبب المباشر ـ حسبه ـ الذي يجعل الطلب في السوق السوداء، يتجاوز العرض، ما يقف وراء رفع الأسعار، داعيا إلى فتح المنافسة وتقنين مكاتب الصرف، وتحديد هامش الربح، حتى لا يفقد الدينار المزيد من قيمته خلال الأشهر المقبلة.
واستعجل رزيق في هذه الخطوة، محافظ بنك الجزائر، محمد لوكال، الذي لم تمض بعد مدة طويلة على تنصيبه على رأس أكبر هيئة ومؤسسة مالية في الجزائر، مشيرا إلى أن التزام الحكومة دور المتفرج، في مثل هذه التجاوزات، من شأنه جعل صرافي « السكوار » يفرضون منطقهم ويبسطون سلطتهم على بنك الجزائر.
وفي سياق متصل، حمل رزيق « أصحاب الشكارة »، أو رجال الأعمال وكبار التجار غير المؤمنين بمنطق البنوك والكافرين بدفتر الصكوك وإلزامية « الصك »، مسؤولية انهيار الدينار أمام العملات الأجنبية، مشيرا إلى أن إقبالهم على تحويل أموالهم إلى أورو ودولار، في إطار البحث عن ملاذات آمنة للحفاظ على قيمتها، يعد أحد العوامل الرئيسية التي تقف وراء التهاب سعر الأورو والدولار.